إلا مدة وعاد الصبي فقال لسيده لقد نفذت ما أمرتني به قابلت الأمير ونقلت إليه ما كلفتني به فنهض من مكانه وقال أبلغ سيدك سلامي وشكري وقل له إني منفذ ما أمرت به الساعة أجيء ومعي الذهب الذي سأعطيه صاحبه بحضورك وأعتذر عن التأخر والتقصير
ولم تكد تمر ساعة فإذا الأمير ومعه القائم على الركائب وخادمان فنزل عن فرسه ودخل الدكان وسلم وقبل يد الخياط وجلس أمامه ثم تناول صرة ذهب من الخادم وقال هذا هو الذهب حتى لا تظن أنني كنت أرغب في أكل أموال هذا الرجل الشهم بالباطل لم أكن السبب فيما بدا من تقصير بل الوكلاء ثم اعتذر كثيرا وقال لأحد الخادمين إذهب وإيت من هذه السوق بصراف معه ميزان فذهب الخادم وأحضر صرافا نقد الصراف الذهب ووزنه فكان خمسمائة دينار خليفتي قال الأمير ليأخذ هذه الخمسمائة دينار مني اليوم وسادعوه بعد عودتي من البلاط غدا وأعطيه المائتين الأخريين راجيا عفوه وطالبا رضاه سأعمل ما يصل به إليك الثناء علي غدا قبل صلاة الظهر فقال الخياط ضع الخمسمائة دينار إلى جانب صاحبها ونفذ ما قلت ولا تتراجع عنه فقال هذا ما سافعله ثم وضع الذهب بجانبي وقبل يد الخياط ومضى لشأنه أما أنا فلم أكن أدري ما الحال التي كنت فيها لعجبي وفرحتي
وما كان مني إلا أن مددت يدي وتناولت الميزان فوزنت مائة دينار ووضعتها أمام الخياط العجوز فقال ما هذا قلت لقد رضيت أن أسترد مالي ناقصا مائة دينار لكنني سأسترد المبلغ كاملا نتيجة تدخلك وسعيك الحميد إن هذه المائة دينار ليست سوى تقدير لجهدك وقد بذلتها لك عن طيب خاطر مني فالتفت الرجل حانقا عابسا وقال إنني لفي غبطة الان لأنني استطعت بكلامي أن أخلص مسلما مما هو فيه من خزن وضيق وبلاء إنني لو أستحل لنفسي درهما واحدا من مالك أكون أظلم لك من هذا التركي إنهض وامض بما أخذت من ذهب بسلامة الله أما إذا لم يعطك الأمير المائتي دينار الأخرى فأخبرني ولتعرف بعد الان من هم الأشخاص الذين تتعامل معهم وبعد أن بذلت أقصى جهدي لإقناعه بالقبول وهو يرفض قمت من عنده وانصرفت إلى منزلي فرحا مسرورا ونمت ليلتي تلك قرير العين
Sayfa 90