142

Siyasetname

سياست نامه أو سير الملوك

Araştırmacı

يوسف حسين بكار

Yayıncı

دار الثقافة - قطر

Baskı Numarası

الثانية، 1407

عن كابر وورثت معها سيرهم وشمائلهم وطباعهم وأفعالهم أيضا انظر ما فعل الخلفاء قبلك مع عباد الله عز وجل وانح نحوهم فالسيادة والعظمة والملك لا تزهو بغير العدل والبذل فذا يجري في مستقر ذاك ليس من شك في أن ما في بيت المال للمسلمين وأنت تنفق منه شيئا كثيرا أنفق من أموال المسلمين بالقدر الذي تريدهم أن ينفقوا من أموالك وإلا فهم معذورون في تضجرهم وتشكيهم منك

وحدث ان رأى كل منهما في منامة في تلك الليلة أن الساعة قامت وأحضر الخلائق يساقون واحدا واحدا للحساب والمصطفى صلى الله عليه واله يتشفع لهم فيمضون إلى الجنة وامسك أحد الملائك بيديهما الرشيد وزبيدة ليأخذهما إلى مكان الحساب فاعترضه ملك اخر وقال إلى أين أنت ماض بهما لقد أرسلني المصطفى صلى الله عليه واله وقال لا تدعهما يتقدمان ما دمت حاضرا لئلا يعتريني فيهما الخجل ولا استطيع ان أقول بشانهما شيئا لأنهما حسبا أن أموال المسلمين أموالهما فحرما المستحقين ونصبا نفسيهما مكاني وأفاقا من نومهما حيرانين ذاهلين فقال هارون لزبيدة ما دهاك قالت رأيت في منامي كذا وكذا فاعتراني الفزع قال هارون ورأيت مثل هذا في المنام أيضا ثم شكر الله تعالى على أن البعث كان رؤيا لا حقيقة

وفي اليوم التالي فتحا باب الخزانة وأمرا مناديا ينادي في الناس على المستحقين أن يحضروا لنعطي كلا من بيت المال نصيبة ونوفيه حاجته ومراده

فتدافع الناس بكثرة حتى بلغ ما قسم الرشيد من أعطيات وجرايات ثلاثة الاف ألف دينار ثم قالت زبيدة للرشيد إن بيت المال في حوزتك وأنت الذي سوف تسئل عنه في الاخرة لا أنا اعلم أنك بإزاحة عبء بعض الأمور عن كاهلك والخروج من عهدتها قد أصبت توفيقا في هذا الأمر ان ما أعطيته المسلمين لم يكن إلا من أموال المسلمين أما أنا فسأعطي الناس من اموالي الخاصة ابتغاء رضى الله وثواب الدار الاخرة إنني أعلم علم اليقين أن لا بد من الرحيل عن هذا العالم وترك النعمة والثروة وعلي أن أقدم بنفسي زادا من دنياي لاخرتي

وأخرجت زبيدة ما يساوي بضعة الاف ألف دينار من الجواهر والفضة والثياب من

Sayfa 184