16

Siyaset

رسالة ضمن «مجموع في السياسة»

Araştırmacı

د. فؤاد عبد المنعم أحمد

Yayıncı

مؤسسة شباب الجامعة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yeri

الإسكندرية

وَالْخَامِسَة اخْتِيَار مَوْضِعه فَإِن الصنيعة إِذا لم تُوضَع عِنْد من يحسن احتمالها وَيُؤَدِّي شكرها وينشر محاسنها ويقابلها بالود والمولاة كَانَت كالبذر الْوَاقِع فِي الأَرْض السبخة الَّتِي لَا تحفظ الْحبّ وَلَا تنْبت الزَّرْع النَّفَقَات فَأَما النَّفَقَات فَإِن سدادها وَإِصْلَاح أمرهَا بَين السَّرف وَالشح ومتردد بَين التصنيع وَالتَّقْدِير خلا إِن بِإِزَاءِ ذَلِك أمرا يُوجب حسن التثبت وَهُوَ أَنه مَتى استوفى الْإِنْسَان حُقُوق التَّقْدِير كلهَا واستعرف شَرَائِط الاقتصاد أجمع لم يسلم فِي ذَلِك على غميرة الغامز وَذَلِكَ النصفة وَعُمُوم الْجوَار فِي العضيهة وشمول الْبغضَاء الموكلة بِكُل مُرُوءَة تَامَّة والحسد المغرى بِكُل مجد باذخ وَشرف شامخ فَلهَذَا يَنْبَغِي للعاقل أَن ببنى بعض أمره فِي الإتفان على عقول عوام النَّاس وَإِن يسْتَعْمل كثير من التَّجَوُّز والأغضاء فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يخْشَى فِيهَا شبه السَّرف وعار التصنيع فَإِن من يمدح السَّرف من الْعَوام أَكثر مِمَّن يمدح الاقتصاد ويؤثر التَّقْدِير كَمَا أَن من يمدح الاقتصاد ويؤثر التَّقْدِير أخص وَأتم عقلا وأحزم رَأيا الادخار فَأَما الذَّخِيرَة فَلَا يَنْبَغِي للعاقل أَن يغفلها مَتى أمكنته فَإِن الْإِنْسَان مَتى

1 / 96