Siyaset
رسالة ضمن «مجموع في السياسة»
Araştırmacı
د. فؤاد عبد المنعم أحمد
Yayıncı
مؤسسة شباب الجامعة
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yeri
الإسكندرية
فَإِنَّهَا أَيْضا إِذا كَانَت مَعَ حرص مفرط تدل على نفس الْأَمر وتوقع التُّهْمَة وتطلب معرفَة الْأَسْرَار من الْأُمُور الظَّاهِرَة والباطنة جَمِيعًا
أما الْأُمُور الظَّاهِرَة فِيمَا يَبْدُو من الرئيس من أَخذ الْعَزْم وأعداد الْعدَد وَأخذ الأهبة للأمور الَّتِي كَانَت فِيمَا قبل على التَّقْصِير وَمن جمع المتفرقات وتفريق المجتمعات وَبِالْجُمْلَةِ تَغْيِير الْأَحْوَال الظَّاهِرَة وَأَيْضًا من الْإِمْسَاك عَن أُمُور كَانَ يُبَاشِرهَا الْمَرْء قبل ذَلِك وَمن إدناء من كَانَ قاصيا وإقصاء من كَانَ دانيا وَشدَّة التطلع للْأَخْبَار وحرص زَائِد للوقوف على الْأَحَادِيث المختلطة وَمن التيقظ الزَّائِد على كل مَا كَانَ قبل ذَلِك
وَأما من الْأُمُور الْبَاطِنَة فَمن استطلاع أَحْوَال البطانة والحزم وإمساكهم عَمَّا كَانُوا غير ممسكين لَهُ واستعمالهم لما كَانُوا ممسكين عَنهُ فَإِن البطانة والخواص إِذا لم يَكُونُوا حزمة ظهر من مصَادر أُمُورهم ومواردها مَا يسره الرئيس ويستطلع من أَفْوَاه الْعَجم وَالصبيان والجهال وَالنِّسَاء وَالَّذين هم قليلو التَّمْيِيز والعقول فَإِنَّهُ لَيْسَ مَعَ هَؤُلَاءِ حصافة وَلَا عِنْدهم من الرزانة مَا يُمكنهُم التَّحَرُّز بِهِ من الإفشاء للأسرار
وأجودها مَا تستخرج بِهِ الْأَسْرَار كَثْرَة المحادثة فَإِن لكل وَاحِد من النَّاس من يسْتَأْنس بِهِ ويلقي إِلَيْهِ بِجَمِيعِ أَحَادِيثه وجلها وَإِذا أَكثر الْكَلَام والمحادثة فَإِنَّهُ لَا بُد من أَن يَأْتِي ذَلِك على جلّ مَا فِي الضمائر
وَأَيْضًا فَإِنَّهُ لَيْسَ كل أَمر وتدبير يكون بموافقة الْجَمِيع مِمَّن بِحَضْرَة الرئيس أَو صَاحب التَّدْبِير وملاك أَسبَاب الظفر بالأعداء هُوَ مَا نذكرهُ فَنَقُول
1 / 29