2

Siyaset

رسالة ضمن «مجموع في السياسة»

Araştırmacı

د. فؤاد عبد المنعم أحمد

Yayıncı

مؤسسة شباب الجامعة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yeri

الإسكندرية

الْعَالم مَا هُوَ كَامِل من جَمِيع الْجِهَات وَكَذَلِكَ الوضيع الخامل الذّكر يجد من هُوَ دونه بِنَوْع من الضعة فقد صَحَّ مَا وصفناه وَينْتَفع الْمَرْء بِاسْتِعْمَال السياسات مَعَ هَؤُلَاءِ الطَّبَقَات الثَّلَاث أما مَعَ الأرفعين فلينال مرتبتهم وَأما مَعَ الْأَكفاء فليفضل عَلَيْهِم وَأما مَعَ الأوضعين فلئلا ينحط إِلَى رتبتهم تَأمل أَحْوَال النَّاس ونقول أَيْضا إِن أَنْفَع الْأُمُور الَّتِي يسلكها الْمَرْء فِي استجلاب علم السياسة وَغَيره من الْعُلُوم أَن يتَأَمَّل أَحْوَال النَّاس وأعمالهم ومتصرفاتهم مَا شَهِدَهَا وَمَا غَابَ عَنْهَا مِمَّا سَمعه وتناهى إِلَيْهِ مِنْهَا وَأَن يمعن النّظر فِيهَا ويميز بَين محاسنها ومساوئها وَبَين النافع والضار لَهُم مِنْهَا ثمَّ ليجتهد فِي التَّمَسُّك بمحاسنها لينال من مَنَافِعهَا مثل مَا نالوا وَفِي التَّحَرُّز والاجتناب من مساوئها ليأمن من مضارها وَيسلم من غوائلها مثل مَا سلمُوا قوتان فِي الْإِنْسَان ونقول أَيْضا إِن لكل شخص من أشخاص النَّاس قوتين أَحدهمَا ناطقة وَالْأُخْرَى بهيمية وَلكُل وَاحِدَة مِنْهُمَا إِرَادَة وَاخْتِيَار وَهُوَ كالواقف فِيمَا بَينهمَا وَلكُل مِنْهُمَا

1 / 8