Arap Halk Destanları
السير والملاحم الشعبية العربية
Türler
وعلى هذا فسير وملاحم منطقتنا هي في المحل الأول سير وملاحم قبائلية، وحماها أو موطنها، الذي كان يحده نباح الكلب.
وبالطبع يمكن القول بأن الجسد الفلولكلوري لمختلف فولكلور العالم هو - في أدنى أشكاله - قبائلي، أو هو ما يزال إلى اليوم يحتفظ بملمح القبيلة، بمعنى أن القبيلة هي أدنى أشكال أي مجتمع بشري، ومن تجمع عدة قبائل واصلت اتحادها، تحت أقوى شعاراتها أو شعائرها، أو طواطمها أو آلهتها إلى أن تصل في مجموعة القبائل - المتحدة أو المتحالفة - إلى درجة الأمة أو الحضارة.
ووصل البعض من أصحاب النظريات الطقسية أو الشمسية - مثل روبرت غريفز ورفائيل باتاي - إلى حد الدفاع عن أن انقلابا تقويميا عاما قد صاحب معظم قبائل العالم القديم من خلال تحولها من عبادة القمر - أو الإلهة الأنثى القمرية - والسير بتقويمه القمري أو الهجري إلى عبادة الشمس - أو الإله الأب الذكر - والأخذ بتقويمها الميلادي فيما بعد واعتبار السنة 365 يوما، وهو ما صاحب أيضا المعرفة بالزراعة والانتقال إلى طورها.
وذهب البعض الآخر من أصحاب النظرية الأنثروبولوجية في تفسير الأساطير إلى مدى أكثر عمومية تحت تأثير التطور النوعي الدارويني، والاستفادة من المادة التاريخية، على اعتبار أن معتقدات وأفكار الناس في تطورها التاريخي تجيء - مجبرة أو حتمية - لتطور بيئتها ووسائل إنتاجها وعلاقاتها الاجتماعية؛ أي إن تغير البناء التحتي - الاقتصادي والاجتماعي - يستوجب بالضرورة تغيير أفكار ومعتقدات، وأساطير وعادات، وممارسات وأخلاقيات، ونظم قرابة وتزاوج، وشعائر، وقوى غيبية؛ أي كل ما استحكم في حياتهم من بنيات اجتماعية.
وعلى هذا فمجتمعات العالم القديم، في مراحل التكون القبلي أو العشائري قد عاشت في مختلف البيئات والمناخات الجغرافية - من مجتمعات زراعية ورعي وجبل وبحر - والمقصود بالعالم القديم هنا هو مجموعة الحضارات والقبائل العربية أو السامية القديمة، وهو ما تتضافر في الكشف عنه اليوم مجموعة مترابطة من العلوم، أهمها طبعا علمي الأنثوجرافيا والتاريخ.
وعن هذا الطريق يمكن تعريف الحضارات التي شهدها شرقنا الأوسط، وتحديد معالم وخصائص كل منها؛ ذلك أن الحضارة - كما يعرفها عالم ما قبل التاريخ جوردون تشايلد - تقوم على ما يستخلصه الإنسان من غذائه ومجتمعه الإنساني وكافة مناحي السلوك الإنساني؛ من لغة ودين وفلسفة وأخلاق وقانون، بالإضافة إلى أدوات الإنتاج التي يستخدمها. فعن طريق التكيف مع البيئة أو قوى الإنتاج أو مصادر الثروة الطبيعية تتحدد الحضارة، ومن هنا وبالضرورة تدين سماتها ومعالمها للبيئة وطبيعة المكان.
وكما سبق أن أوضحنا فإن الاختلافات البيئية - وبالتالي المناخية - تظهر بوضوح على طول هذا التراث وهذه البقعة من العالم منذ فجر التاريخ، من صراع بين الحضارة الزراعية في دالات الأنهار، وبين البداوة ومجتمعات الرعي والصيد والإغارة.
ويتركز هذا الصراع - بأجلى معانيه - في الأسطورة الأم التي حددت أجناس شعوب وقبائل المنطقة السامية، حين قدم ابني - حام وسام - بعد الطوفان قربانهما إلى الرب، وكان أحدهما وهو حام صاحب زرع، والثاني وهو سام صاحب رعي، فتقبل الله قربان صاحب الرعي، ولم يتقبل قربان صاحب الزرع، فكان أن حقد الفلاح «قابيل» على شقيقه «هابيل» وأقدم على اغتياله.
وهي تضمينية أو فكرة أسطورية تتوالى بكثرة شديدة جدا في هذا التراث الطوطمي القبائلي.
ولعل أقدم أشكالها (3 آلاف سنة ق.م) جاء بها النص السومري لملحمة جلجاميش، في صراعي جلجاميش «الفلاح المتحضر» وأنكيدو «الراعي الوحش» الذي تربى مع حيوانات الغابة وشعر رأسه كشعر امرأة.
Bilinmeyen sayfa