Arap Halk Destanları
السير والملاحم الشعبية العربية
Türler
إلى أن اكتشف أمرهم «العلام» ابن عم الزناتي خليفة «ونائبه في معاملات الأحكام»، فاحتال بدوره للقبض عليهم ومواجهتهم بأنهم أمراء وبصاص بني هلال المتسللين أو الجواسيس.
وبعد مفاوضات طويلة، شارك فيها الزناتي خليفة ذاته؛ انتهى الأمر بتدخل الأميرة سعدة ابنته التي هددت أبيها بأن هؤلاء الأغراب لا يستحقون القتل، إلا إذا أدى مثل هذا الفعل القبيح لإذلال الغرباء وأسرهم أو قتلهم، بدلا من إكرامهم والترحيب بهم في تونس، خاصة وهم شعراء جوالون أو كما تدعوهم السيرة ، بما يساعد على إشاعة خبر اغتيال الزناتي لهم، ليصبح مسبة في الأفواه.
ثم أشارت سعدى بحبس الشابين في قصرها المنعزل بالسجن الملحق به، وإطلاق سراح العبد أبي زيد ليعود بالإثباب والفداء:
يقول أبو سعدة الزناتي خليفة
فعقلي تراه قد غدا محتار
أتوني جواسيس من الشرق عا
جلا أماره أفاضل من فروع كبار
وحينما اقتنع الزناتي خليفة - على مضض - برأي سعدى ابنته أمر وزيره العلام بإطلاق سراح ابن زيد؛ ليعود بالفدية. أما سعدى فأودعت الأمراء الأسرى سجنها.
55
وحين انطلق أبو زيد الهلالي واصل من فوره استطلاعه للمدائن حتى أشرف إلى وادي الغباين وتلك الأماكن، فوجدها كثيرة المياه والنبات ممتعة البراري والفلوات، تصلح للحرب والقتال ومرعى النوق والجمال، ثم صار من هناك إلى قابس ومنها إلى دوس فوجدها أحسن محل لامتلاك تونس، وقد تعجب من خيرات البلاد وكثرة ما فيها من الإيراد ومشاهدة من البلدان الكثيرة والمياه والبساتين الغزيرة فانشرح خاطره وطابت سرائره.
Bilinmeyen sayfa