Arap Halk Destanları
السير والملاحم الشعبية العربية
Türler
فلا بد لي من حرب الأعادي
وأقتل كل جبار طلبني
وهو - كما يتضح - شعر دخيل، إلا أنه يفصح عن توعد الزير سالم ومعاناته التي صاحبت تحوله المتردد في الانتقام.
والملفت حقا هنا، هو ذلك الموقف الذي اتخذته الضباع، عقب سماعها للزير، قاتل ابنها «شيبان» وكيف أنها استبشرت بتوعده للحرب فكان أن «زالت عنها لوعتها، وخفت الأحزان» عقب سماعها لشعره المتوعد بأخذ الثأر.
وعلى هذا عادت الأم إلى قبيلتها - أو قبيلة زوجها همام - المعادية.
والمطلوب هنا هو بذل الجهد في تصور هذه المواقف القبلية، من حيث الانتماء والولاء، ليس فقط على المستوى الجسدي، بل ما يمكن أن يشكل موقفا، مع القبيلة، وضد الأمومة، كما في حالة «الضباع» هذه وحالات أخرى مماثلة لها ذات الصعوبة ستطالعنا هنا ونحن بإزاء مقتل كليب، الذي يبدع في نثره راوي السيرة الذي يستشف من نصوصها الشعبية، مدى المؤثرات اللهجية «السورية والفلسطينية واللبنانية» بأكثر من العربية الحجازية - أو المصرية.
إن اغتيال كليب يوازي اغتيال، سلف أب، مثل اغتيال إله.
وعليه فمن واجبنا هنا التذكير بأننا لسنا بإزاء تصرفات وممارسات ومواقف وعلاقات - بالمفهوم الأنثروبولوجي - بشرية، بقدر ما نحن بإزاء مواقف وعلاقات وممارسات طوطمية، أو إلهية، فمعظم الأسماء التي توردها نصوص هذه السيرة المختلفة؛ أسماء لآلهة وأصنام وطواطم، عربية أو سامية، أو جاهلية - بحسب التسميات التلفيقية - مثل كليب، أو سالم، أو ضباع، أو البسوس سعاد (انظر: البسوس وحربها المضرمة 40 عاما) مؤنث الإله سعد الصنم الجاهلي - البعل - سعد، وكذا الجرو، ثم اليمامة، التي أصبحت مدنا وقبائل ومواطن والتي إذا ما عدنا إلى دورها وأشعارها التحريضية بالثأر لأبيها كليب أبي اليمامة من قبيلة أمها وخالها القاتل «جساس»؛ حيث تتبدى أنموذجا لآلهات الحرب - الإناث - القبائلية الأمومية، أو القمرية.
فهي تدفع بالمقاتلين إلى الاستبسال دفاعا عن ماذا، القبيلة، بل وكثيرا ما حثت أمها الجليلة بنت مرة وزوجة أبيها الملك كليب عند قدميها؛ لكي توقف اليمامة القتال، فكانت ترفض في كل مرة أو محاولة لهدنة طلب أمها، وهنا يواصل الزير سالم قتاله وبطشه بجساس وقومه، لحين وصول الجرو بن كليب، الذي كانت قد خبأته أمه الجليلة عند قومها، على عادة الأبطال الأسطوريين، أوريست، وأوديب، وحورس.
وتعرف عمه الزير عليه في البداية، ثم اليمامة حين لاعبته لعبة التفاحات الأربع - الفروسية - عقب منازلاتها له في ميدان القتال، وكان أن جذبته إلى قبيلته - الأبوية - ودفعته دفعا هي والزير سالم، إلى قتل خاله جساس بن مرة قاتل أبيه الملك كليب.
Bilinmeyen sayfa