بأصابعها لطعام ابنتها ودامت على الصيام خمسين سنة متتابعات.
ومنهم أبو عبد الله بن أبي عمرو بن أبي منصور إلياس التندنميرتي وابنه
أبو زكريا وكلاهما حكم عدل وفيصل في القضاء فحل أما أبو عبد الله فلم الشعث وكشف اللبث ورتق الفتوق ورقع الخروق.
وفي السير أختصم إليه قوم في ارض تلفت حدودها فاصطحب معهم إليها فبينما هو يمشي فيها إذ وقع سيفه قال احفروا موضع سقوطه فإذا التخوم وفيها وعزلوه نفوسة من غير حدث فولوا مكانه أبا زكريا الأ رجاني فخرجوا إلى قتال المسودة في الأشهر الحرم فانهزموا ومات جماعة من الأشياخ منهم أبو عيسى الدرفي وتقدم الكلام على ذلك في التعريف بابي زكريا ثم اجتمعت نفوسة إليه ليردوه قال لولا خفت أن أكون كمن قتل نفوسة مرة أخرى ما رجعت في أموركم أبدا وأما أبو زكريا فاستصلح الفاسد ورد الشارد وقمع المعاند وجبر الكسير وأعان الفقير وسد الثغور وأبرم الأمور.
وفي السير تولى أمور نفوسة ستين وقيل سبعين سنة ولاينام كل ليلة حتى يميز نفوسة كلها من يستحق الادب أو المواساة ومن له الحق أو عليه خوف التقصير وخشية العيا في الجواب يوم الحساب اذ كل راع مسئول عن رعيته ولم تر معه نفوسة نكبة واليه هرب أبو خزر بن أبي تميم كما سيأتي إن شاء الله ومن شدة ورعه وضبطه لنفسه وقمعه شهوته انه جاز ببعض المنازل فأعطاه بعضهم عدة كباش لعشائه قال لو كلفت حمل قرونها ما قدرت فكيف بحملها جميعا يوم القيامة وتخاصم إليه رجل وامرأة على فدان وكان أبو يوسف الاجفري حاضرا وهما من بلده قال له
Sayfa 318