من انكار غير الصواب وقبول الحق والسداد.
ومنهم أبو حسان خيران بن ملال الفرسطائي ممن تكشف عن قبح الدنيا فلم
يخطبها وأطلع على غدرها وحذر منها وشمر عن ساق الجد أن يحاربها .
وذكر عنه انه يمسح في الاستجمار بعد زوال الأثر بسبعين حجرا وقال لو أخذت الحجر الآخر من الحجار التي مسحت بها لم أبال أن أصلي به وعادته التنفل في المنازل لإحياء الدين وتقوية الضعفاء وتعليم الجهال وتنبيه الغفال وربما مكث في ذلك زمانا لا يرجع إلى أهله وتحضر العجائز والنساء مجالسه ويحملن الصوف ويعملنها فنهاهن عمل شغل الدنيا في مجالس العلم فتأخرن فرخص لهن رغبة في إتيانهن وشدد في لباس الوقاية على النساء حتى ظننت أن أراها معلقات في السدر فلم يمتثلن وقال انفض ما تعلق بي من حوايج البيت اذا أردت الخروج كالبراغيث فإذا رجعت رجعت.
وفي السير انه قال لم أبدل مع من سار إلى الحج الا حجة الفريضة. وقال لأصحابه على طعام صنع لهم لوجه الله كلوا فإن كنا أهلا له عند الله فنحن أهل لأكثر منه وان كنا على غير ذلك فسواء علينا اكلنا أو تركنا وشيع أبا الخطاب وسيل بن سينتين وفي بعضها سنتين حين سافر إلى الحج حتى نزل بجبل اجريجن فقال لأبي الخطاب أوصنى قال أوصيك بتقوى الله يا خيران فتوادعا وافترقا ثم رجع أبو الخطاب وقال تذكرت كلما لو لم أتذكرهن الا بعد ما حال الماء بينى وبينك لرجعت عليك بقيام الليل صل ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور وصم يوما شديدا حره لحر يوم النشور وتصدق بصدقة
Sayfa 309