فقال نفذ الزاد وضعف الكراع فارجعوا حتى اذا سمنت الدواب وجددنا الزاد رجعنا إلى عدونا وخرج إلى جهادهم مرة اخرى فقال له ارجع فابى فقال أبو مرداس ما اجن مهاصر الذي يطلب رجلا مثله ويترك ربه فدعا الله فانزل عليهم ماء غدقا فتفرق العسكر يريدون منازلهم فقال أبو مرداس للعباس ارددهم الان أن قدرت وخرج إلى قتالهم مرة ثم فقد أبا مهاصر وأبا زكريا التوكيتى فخشى أن يكون رجوعهما لحدث فقفا اثرهما فوجدهما عند أم الخطاب في اغرميمان -ووجدته بخط عمنا يحيى بن أبي العز في كتاب السير في اغرم اينان بهمزة بعد ميم ونون قبل الف ويجوز أن يكون من نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ومعناه بالميم قصر النفس في مجلس الذكر- فقال لم رجعتما قالا كراهة لمعان السيوف وانت على المنهاج فقال اتركا لمعان السيوف لمن يطيقه فاخذت أم الخطاب لحم الشاة التي ذبحت للشيخين فجعلته في خرج العباس فقالت للشيخين يكفيكما الجلبان.
ومنهم أبو مهاصر الافطماني رحمه الله واسمه موسى بن جعفر.
قال أبو العباس: شيخ النسك والتبتل والمكرم بالدعاء المستجاب المتقبل رفض الشهوات النفس فباعها وفاز باسنى المنازل واستوجب الرقي في درجات الافاضل قال حدث جماعة من المشايخ إن أبا مهاصر خرج سنة من السنين في اوان الربيع إلى البادية هو وعمروس بن فتح رحمهما الله فلبثوا اياما على غير ماء فاخذوا يتيممون للصلوات فتكدرت نفس أبي مهاصر فقال قلوب يربوا عليها الشحم مما سمنت ووجوه تعلوها الغبر قلت سلامة الدين
Sayfa 198