73

Beni Rahatsız Eden Sır

سر يؤرقني

Türler

كان صوتها نافيا وصارما.

بالنسبة لأي من أفراد أسرتها، بدءا من دوفال مرورا بجيمي الذي أتى إلى الدنيا بعدها مباشرة نزولا إلى فيندلي ذي الخمس سنوات، عندما كانت روبينا تتحدث عنهم فإنها كانت تتحدث دائما بجدية واحترام خاصين، لكي تعرفك أنه لا يمكنك الاستخفاف بأي شيء مما حدث لهم، سواء أكان مرضا أو خلافا أو مغامرة يومية أو قولا اعتادوا قوله أو شيئا دأبوا عليه. كانت تبرز أهميتها من خلالهم، أو تبرز أهميتهم من خلالها هي. لقد فهمت أني لم أكن لأحظى بأهمية كبيرة بالمقارنة بهم، ومع ذلك كنت أنا الطفلة في المنزل الذي كانت روبينا تعمل به، وهذا كان يعني شيئا واحدا: لم أكن أغار منهم قط.

بينما كنا نمشي عبر الغابة كنا نسمع أصوات تساقط ثمار الجوز والصنوبر من الأشجار، على مسافة منا، وكانت روبينا تقول عن هذا: «ربما كان هذا دوفال أو جيمي أو الاثنين معا يهزان شجرة.» وكنت إلى حد ما متحمسة للتفكير في أننا داخل نطاق وجودهما، في المنطقة التي تقع بها جولاتهما ومغامراتهما. كنت أنظر إلى الأمام كما كانت تفعل روبينا إلى منظر المنزل المتداعي غير المطلي جزئيا، وغير المظلل بأشجار قريبة منه، المطل على الحقول العشبية، أما في الشتاء فيطل على الجليد، كان بعيدا عن الغابة، مثل قارب بائس في مستنقع. كان الأطفال يهرعون خروجا منه إذا رأونا قادمتين، فيما عدا فيندلي أبيض الشعر، الذي كان يمشي حافي القدمين إلى أن تتجمد الأرض بشدة في الشتاء. كانوا يصيحون بأصوات عالية ويتباهون ويتدلون من ذراع مضخة الماء، وقد يتعمدون إثارة عواصف من التراب وريش الدجاج في الساحة.

لم يذهبوا إلى المدرسة في البلدة. كانت مدرستهم على بعد ميل أو اثنين عبر الغابة، في اتجاه مختلف، ووفقا لما كانت تقوله روبينا فهم يشكلون الجزء الرئيسي من تعداد المدرسة. كنت أستطيع تخيل أنهم قد جعلوا المدرسة امتدادا آخر للمنزل بشكل أو بآخر، مشبكين أيديهم تحت المضخة لكي يحصلوا على شربة ماء، ثم الجلوس فوق السطح لكي يستمتعوا بالمنظر من أعلى.

هذا كان يعني أنني جئت إليهم بإرادتي الحرة، بوصفي شخصا غريبا وجديدا عليهم. معهم لم أكن نفس الشخص الذي كنت عليه من قبل. كنت ألبس معطفي الجديد، وسألوني إن كان بإمكانهم لمس الفرو، فاختلت أمامهم لدى سماعي ذلك. كان هذا كالسحر، كالشعور بالثمالة. ألقيت عليهم الألغاز، وعلمتهم قواعد الألعاب المختلفة، التي عرفتها من المشاهدة: القرصان المتجول الأحمر، خذوا خطوة كبيرة، التماثيل. كانت لديهم الجرأة والمشاكسة، ولكن كانوا لا يزالون خائفين من البلدة، كانوا رثي الثياب، ولكن لم يوغر الحسد قلوبهم، اتخذوا مني قائدا لهم، وقبلت هذا. كان هذا يبدو طبيعيا. لعبة الاستغماية، لعبة خالتي خالتي فوق العشة. كان معهم دائما حبل وإطار للتأرجح. وكان بمقدورهم تسلق أي مكان، وكذلك كنت أنا أفعل عندما أكون معهم. وضعنا لوحا خشبيا على فوهة بئر مفتوحة، ومشينا فوقها. كنت سعيدة أيما سعادة، أو هكذا أعتقد الآن. المشكلة الوحيدة التي واجهتها كانت مع الطعام. كانت روبينا في مطبخ أمي تقدم لنا أنواعا متعددة من حلوى الكاسترد والمعجنات التي لا مثيل لها، والبطاطس المهروسة بديعة القوام، ومختلف الأطعمة التي تذوب في الفم، لكن هنا اقتصر الأمر على قطعة من الخبز بداخلها قطعة من اللحم المقدد المدهنة، باردة قليلة التسوية، يلتهمها الأطفال بسرعة بمضغها ثم ابتلاعها ثم يطلبون المزيد؛ كانوا دائما جوعى. كان من الممكن أن أعطي أي واحد منهم قطعتي، ولكن القواعد المتبعة كانت تقتضي منهم أن يرفضوا ذلك.

كان جيمي ودوفال ضخمي الجسم، كما لو كانا رجلين كبيرين ولكنهما ما زالا متصابيين، لا يمكن التكهن بتصرفاتهما؛ فلربما طاردانا ثم أمسكانا ثم أرجحانا عاليا بين أذرعهما حتى نطير عاليا. في بعض الأحيان لا يقولان أي كلمة، وتبدو عليهما الصرامة طوال الوقت؛ وفي أحيان أخرى كانا يأتيان إلي ويقف كل منهما على أحد جانبي ويتساءلان: «أليست هذه هي الفتاة التي لا يمكن دغدغتها؟» «لا أعرف. لا أتذكر إن كانت هي.» «أعتقد أنها هي، أعتقد أنها هي الفتاة.»

ثم يومئان إيماءة كبيرة في اتفاق، ثم يتحركان نحوي، كل من جهة كما لو كانا سيطبقان علي؛ مما يجعلني أنفجر بالصراخ من شدة متعتي الممزوجة بالذعر. لم أكن أصرخ فقط من قيامهما بدغدغتي، أو من تهديدي بالدغدغة، بل كانت فرحتي تنبع من الاعتراف بوجودي، هذا التهديد كان يبدو لي نوعا من الاعتراف بوجودي وإعطائي فرصة أخرى؛ لم أكن خائفة قط من دوفال وجيمي على الرغم من ضخامة جسميهما، لم أكن أمانع عندما تفهمت من خلال رزانتهما أن ما يفعلانه كان من أجل التضاحك علي. كنت أرى أنهما قويان، خيران، وغامضان أيضا، تماما مثل المهرجين في السيرك. كانا في الواقع يستطيعان القيام بخدع كما يفعل المهرجون في السيرك. فكانا أحيانا يؤديان عروضا في صمت، بشكل عجيب، بالساحة المتربة، حيث يقومان بالتدحرج كالعجلات، ويقلدان وثبات الضفادع. قالت روبينا إنهما ماهران بما فيه الكفاية ليعملا بالسيرك، ولكنهما ما كانا ليتركا المنزل للعمل هناك، كانا يحبان المنزل جدا. لم يذهبا إلى المدرسة أيضا. لم يعودا إلى هناك منذ اليوم الذي أقدمت فيه المدرسة على ضرب جيمي لقيامه برمي ممسحة الطباشير خارج النافذة، فما كان من جيمي ودوفال - على حد قول روبينا - إلا أن اعتديا بالضرب على تلك المدرسة. كان هذا منذ سنين مضت.

قال الاثنان: «حبيبة من هذه الفتاة؟» إنها لي. إنها لي. ثم مثلا أنهما يتشاجران من أجلي، وأخذني كل منهما بين ذراعيه القويتين. لكم أحببت رائحتهما، التي علقت بهما من الحظائر والمحركات وتبغ فاين كات من باكنجهام.

كان لديهما أعداء لا يمكن التخلص منهم بسهولة مثل تلك المدرسة، فهناك أصحاب المحال الذين وجهوا لهما اتهامات بالسرقة، وهناك ستومب تروي الذي كان معروفا لدي كعدو لجيمي ودوفال - وبكل تأكيد، عدو لروبينا أيضا - منذ وقت طويل قبل أن يصبح ابنه هاوارد عدوا لي أيضا. ولكني لم أكن أعير هذا الموضوع أي اهتمام حتى ذلك الحين.

قالت روبينا إن ستومب تروي أبلغ الشرطة عن جيمي ودوفال متهما إياهما بسرقة البنزين من إحدى السيارات التي كانت مركونة أمام منزله مساء أحد أيام السبت. كانا قد سرقا البنزين فعلا - إلا أنهما سرقاه من السيارة القديمة المعطلة التي تترك دائما مفتوحة في الممر الجانبي - لكنهما سرقاه من سيارة رجل لم يعطهما قط أجرا عن أي عمل قاما به من أجله، وكانت تلك هي طريقتهما الوحيدة في الانتقام منه. وحتى قبل هذا الوقت كان ستومب تروي ينشر الأكاذيب عنهما، على حد قول روبينا، وكان هو الشخص الذي دفع أموالا لعصابة بأكملها قدمت من دنجانون لكي ينتظروا جيمي ودوفال ويضربوهما ضربا مبرحا - فحتى جيمي ودوفال لا يستطيع الواحد منهما أن يضرب أكثر من ثلاثة رجال منفردا - وذلك خارج قاعة بارامونت دانس هول للرقص.

Bilinmeyen sayfa