108

Beni Rahatsız Eden Sır

سر يؤرقني

Türler

فردت أمي بلهجة محايدة: «كلا، لم تأت ولكن بالتأكيد هي مشغولة.»

فقالت الخالة دودي: «بالتأكيد مشغولة في إزالة آثار فضلات الدواجن عن حذائها.» كانت تقود في سرعة فوق المطبات والحفر.

أشارت أمي إلى الظلام المحيط بنا على كلا الجانبين وقالت: «يا أطفال، يا أطفال، هذا هو وادي أوتاوا.» •••

لم يكن هناك أي واد؛ فقد بحثت عن جبال، أو حتى تلال، ولكن في الصباح لم يكن هناك سوى حقول شجيرات. وكانت الخالة دودي خارج النافذة تحمل سطل الحليب للعجل الصغير، الذي وضع رأسه في السطل بقوة، حتى إن اللبن انسكب منه، وكانت الخالة دودي تضحك وتوبخه وتضربه، في محاولة لجعله يبطئ، قائلة: «يا لك من فتى صغير جشع!»

كانت ترتدي زي حلب الأبقار، وكان يتكون من عدة طبقات وألوان. كان مهلهلا وواسعا مثل ملابس المرأة المتسولة في المسرحية التي عرضت في المدرسة، وتعتمر قبعة رجل دون قمتها، لا أدري ما الهدف منها.

لم تجعلني أمي أشك قط في أننا يمكن أن نكون على صلة قرابة بأشخاص يرتدون مثل تلك الملابس أو يطلقون على العجل كلمة فتى، وكانت دائما تقول: «أنا لن أسمح بهذه الألفاظ»، ولكن يبدو أنها تسامحت مع الخالة دودي، وقالت إنها تعتبر في مقام أختها، وإنهما تربتا معا (كانت السكرتيرة القانونية، برنيس، أكبر سنا وقد غادرت المنزل فيما مضى). ثم إن أمي كانت تقول إن الخالة دودي عاشت حياة مأساوية.

كان منزل الخالة دودي مجردا من كل مظاهر الثراء، وكان أفقر بيت رأيته في حياتي. وبعد قطع كل هذه المسافة، أعتقد أن منزلنا كان باهر الأثاث ويتمتع بالفخامة بعد أن كنت أراه دائما فقيرا؛ لأنه بعيد جدا خارج المدينة ولم تتح لنا المرافق والمياه الجارية، وبالطبع لم تكن لدينا لمسات من الفخامة الحقيقية، مثل الستائر المعدنية، ولكن منزلنا كان يحتوي على الكتب والبيانو وطقم جيد من الأطباق وسجادة واحدة ليست مصنوعة من القماش البالي. في الغرفة الأمامية بمنزل الخالة دودي كان هناك كرسي واحد مكتظ الحشو ورف مجلات مزدحم بالكامل بكمية من الأوراق القديمة من مدرسة الأحد. كانت الخالة دودي تعيش مع أبقارها، وكانت أرضها لا تستحق الزراعة. كل صباح، وبعد أن تنتهي من حلب الأبقار وفصل الألبان، تحمل أسطال اللبن في الجزء الخلفي من الشاحنة الصغيرة، وتقود سبعة أميال حتى مصنع الجبن. وكانت تشعر دائما بالخوف من مفتشي الحليب، الذين كان من الممكن أن يقرروا إعلان أن أبقارها تعاني من السل، لا لسبب سوى الحقد، والرغبة في إبعاد المزارعين الفقراء لمصلحة المزارع الكبرى، حيث تقول الخالة دودي إن أصحابها يدفعون لهم الكثير ليفعلوا ذلك.

كانت المأساة الأكبر في حياتها أن أحدهم هجرها، ودأبت على قول: «أتدرون، لقد هجرني أحدهم.» وقالت لنا أمي إننا لا ينبغي بحال من الأحوال أن نأتي على ذكر تلك المسألة أمامها أبدا. في هذا الوقت كانت الخالة دودي في المطبخ تغسل أطباق الغداء، وكنت معها أقوم بتجفيفها وأختي تضعها في أماكنها بينما كانت أمي ترتاح قليلا، وكانت الخالة دودي تقول بفخر إن أحدهم هجرها، كما لو أن شخصا يقول لك: «أتدري؟ إنني أعاني من شلل الأطفال.» أو أحد تلك الأمراض المزمنة. ثم استطردت قائلة: «لقد خبزوا لي كعكة الزواج، وكنت أرتدي فستان الزفاف.» «هل كان من الساتان؟»

قالت الخالة دودي: «كلا، كان من صوف المرينوس الأحمر الداكن؛ لأن الزفاف كان في أواخر الخريف. حضر القس وكل شيء كان معدا. وأخذ والدي يذهب إلى الطريق للتأكد من قدومه، حتى حل الظلام، وقلت إنه وقت الخروج لحلب الأبقار! ثم خلعت الثوب ولم أرتده قط مرة أخرى، تبرعت به، كان ذلك الموقف سيثير بكاء الكثير من الفتيات، ولكني أنا ضحكت.»

فيما قالت أمي وهي تحكي نفس القصة: «عندما عدت إلى المنزل بعد ذلك بعامين، وكنت أقيم معها، اعتدت على الاستيقاظ على صوت بكائها ليلا، كل ليلة»:

Bilinmeyen sayfa