134

Gizli Sır

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

Yayıncı

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Yayın Yeri

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

رغِب إليكم وتحلّوا بالجود يُلبسكم (١) المحبة، ولا تعتقدوا البخل فَتَسْتَعجلوا (٢) الفقرَ» (٣) . ومنهم دنيء الأصل رديء الطباع، واثق بما في يديه، فهذا لا يُصلحُه المال، ولا يصلح عليه. ولذلك لما سأل ثعلبةُ بن حاطبٍ- وليس هو بالبدري، إنْ صحَّ الحديث- رسولَ الله ﷺ فقال: يا رسولَ الله! ادعُ الله أن يرزقني مالًا، قال له رسولُ الله ﷺ: «ويحك يا ثعلبةُ! أما تحبُّ أن تكون مثلي، فلو شئتُ أن يُسيّر ربي معي هذه الجبال ذهبًا لسارت» . فقال: ادع الله أن يرزقني مالًا، فوالذي بعثك بالحق لئن رزقني مالًا لأعطينَّ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، قال: «ويحك يا ثعلبة! قليلٌ تطيق شكرَه، خيرٌ من كثيرٍ لا تؤدي حقّه» . أو قال: لا تطيقه-. فقال: يا نبي الله! ادع الله أن يرزقني مالًا، فقال: «اللهم ارزقه مالًا» . قال: فاتخذ غنمًا فبورك له فيها، ونمت حتى ضاقت به المدينة، فتنحَّى بها، وكان يشهد مع النبيِّ ﷺ بالنهار، ولا يشهد صلاة الليل، ثم نمَت، وكان لا يشهد إلا من الجمعة إلى الجمعة، ثم نمَت، فكان لا يشهد جمعة ولا جماعة.

(١) كذا في الأصل، وفي «العقد الفريد»: «يكسبكم» . (٢) كذا في الأصل، وفي «العقد الفريد»: «فتتعجَّلوا» . (٣) نعت الجاحظ في «البيان والتبيين» (١/٣٦٥) (أكثمًا) بأنه: «من الخطباء البلغاء، والحكّام الرؤساء» . قلت: وهو أحد المعمّرين، أدرك الإسلام، وذهب في قومه إلى المدينة ليسلم، لكنه مات في الطريق، له ترجمة في «الإصابة» (١/١١٠)، «المعمرين» (١٤)، «الوافي بالوفيات» (٩/١٩٩) . والخبر المذكور موجود في «العقد الفريد» (١/١٨٩- ط. دار الكتب العلمية)، وقال: «أخذه الشاعر، فقال: أَمِنْ خَوْفِ فَقْرٍ تعجَّلْتَه ... وأخَّرْتَ إنفاقَ ما تَجْمعُ فَصِرْتَ الفقيرَ وأنتَ الغَنِيُّ ... وما كنتَ تَعْدو الذي تَصنعُ»

1 / 145