قالت أنوشكا: مولاتي، ليست الساعة لبكاء ما فات، وإنما لتدبر ما هو آت.
قالت فاننكا: إذن فما نعمل؟
أجابتها الوصيفة: أظن أن مولاتي تعرف أخي إيفان السائق.
قالت: نعم أعرفه.
قالت أنوشكا: يجب أن نستدعيه إلينا، ونقص عليه الخبر، فهو يدبر لنا طريق الخلاص.
فصاحت فاننكا قائلة: ويك! أنأتمن على سرنا عبدا لا يلبث أن يفشيه في ساعة من ساعات سكره، كلا ثم كلا.
قالت أنوشكا: حقيقة إن أخي يشرب الخمر مثل باقي رفاقه، ولكن لا أظن أن يبلغ به الأمر إلى أن يفشي مثل هذا السر، ومع ذلك فإذا وقع الإنسان بين خطرين اختار أخفهما ضررا، وبقاء هذه الجثة هنا يجر علينا ويلات غير منتظرة، وينتهك شرف مولاتي.
أجابتها فاننكا: صدقت، فاذهبي واستدعي أخاك.
فقالت أنوشكا وقد أزاحت بيدها أستار النافذة: قد أوشك الصبح أن يلوح، ولا تساعدنا الفرصة على إتمام ما نريد، فلنؤجل الأمر إلى الليل، وبينما تكون مولاتي بالمرقص الذي سيقام الليلة الآتية في بلاط القيصر أتمم أنا وإيفان اللازم.
فأطرقت فاننكا برأسها ثم قالت: نعم، يجب علي أن أذهب الليلة إلى المرقص، أواه، ما أقسى واجبات الحياة! ومع ذلك فأنا مضطرة إلى الذهاب خشية أن تتنبه لغيابي الظنون.
Bilinmeyen sayfa