يستحب للفراش أن يكون رشيقا خفيف النفس ظاهر القوة طيب الريح عارفا بترتيب الخبز والخضروات كامل العدة وهكذا تقول في الطباخ والشرابي ويكون دار شربه كامل المشارب من الماء البارد والأشربة والقفاع السك السكنجيني وشربه نافع بإذن الله تعالى على الريق وهو محمص للطعام مفتح للجوف . وأعلم أن آداب أهل التصوف في المآكل والمشارب هي آداب الملوك . وترك إبراهيم بن أدهم كبر الملك ومسك آداب الطعام والائتدام بالحوامض أولى والركابية والسعاة خفاف السرعة شباب . وهكذا جميع المقاتلين والشيوخ المعنية بالرأي ويحط العسكر في نشز من الصدر أولى للتحصين . واغتنام الأهوية . والخمول في الشتاء أجمل والتهيئة لما يختاره في الصيف ورحل السلطان لقلاقل السفر عند نزول الشمس في السرطان وسكونه عند نزولها آخر القوس إذ فصول السنة أربعة فمن نصف حزيران إلى نصف أيلول صيف ثم إلى نصف كانون الأول خريف ثم إلى نصف آذار شتاء ثم إلى نصف كانون الأول خريف ثم إلى نصف آذار شتاء ثم إلى نصف حزيران ربيع . وهكذا أقسام منازل الشمس والخبر النبوي يؤيده إذا انتصفت الشهور تغيرت الدهور فإن ركب بعد صلاة العصر وإلا قعد لكشف المظالم أو لكتب القصص . وهو يسمعهم في عزلة : كان السابقون من الملوك إذا قعدوا للسلام يقعدون وراء شباك ويدخل من شاء إليهم خوف الاغتيال في المزاحمة ويفتش على غوامض ما يجري حتى يكون له صاحب خبر في البلد يرفع الغث والسمين ويستحب أن يطالع كتب الطب والتواريخ وشاهنامة العجم وقصص التابعين للعجم والديلم مثل ما جرى للشهرباز درستم زاد وكان النبي يومئذ سليمان عليه السلام فأوقع الوقائع بينهم حتى هلك بعضهم ببعض وليكن مع الملك جنود لحذر ما يجرى ، وحفظه في الحمام فكثير هلكوا فيه . وحمام داره أجمل . وعليكم بكتم مرضه وموته حتى يستقر الملك فيمن شاء الله من عباده بعد البيعة والمتابعة وتقرير القواعد . وكن أيها الملك مسارعا في الثناء والثواب فإنه الذكر المخلد واكثر ما تنظر في كتب ابن أبي الدنيا وتواريخ الطبري ومذهب الشافعي أو ما تختار من المذاهب ولا تظهر البدعة ولو كانت فيك كالأسرة وسوبويه هلكوا بمتابعة الأهواء وللنعم أجنحة الأجر فقوها بالشكر . واجعل بينك وبين الله طريقا إلى الصلاح فقد حكى أن ملكا قمع ملك الموت عنانه فقبضه على ما يريد . وأن ملكا صالحا أتاه ملك الموت فأسر إليه في أذنه فقال مرحبا بك فأنت أطيب القادمين وخير النازلين وأحب المنتظرين فأفعل ما أمرت به . فقال ملك الموت لا أقبضك إلا على ما تختار فتوضأ وسجد فقبضه في سجوده والله تعالى أعلم . فصل من لطائف الحكايات الملكية أن محمود بن بويه لما ملك أرض العراق أعطى ألف دينار لفراش له وقال اذهب إلى مدينة أصفهان إلى . شارع السلطان ، ففي صدر الدرب بيت فيه شيخ وعجوز ادخل إليهما فسلم عليهما وقل لهما ابنكما يقول لكما ، كيف أنتما من وحشة فراقه فلما وصل إليهما فأخبرهما قال . خذ ما جئت به لك قال الغلام أنتما فقيران وبكما حاجة إليه فقال الشيخ غني غني النفس باق ثم تنفس وتمثل بهذه الأبيات . على ثياب لو يقاس جميعها . . . بفلس لكان الفلس منهن أكثرا و فيهن نفس لو تقاس ببعضها . . . لا نفوس الورى كانت أجل وأكبرا و ماضر نصل السيف أخلاق عهده . . . إذا كان عضبا حيث وجهته فرى ويستحب أن يكون مغنى الملك مغنيا ندي الصوت شجيا لا خارجا ولحانا ، عالما بالأصوات ثقيلها وخفيفها وهزجها ورملها وصوفيها ، وأصواتها الثقال مثل قول أبي الشيص أجد الملامة في هواك لذيذة . . . حبا بذكرك فليلني اللوم ومثل قول أبي نواس في الوزن شرك النفوس وعصمة ما مثلها للمطئن وعقلة المستوفز إن طال لم يهلك وإن هي أوجزت ود المحدث أنها لم توجز وفي المستهل والعمل شعر عاشق بني عامر مجنون ليلى : فإن تك نارا فهي في جنب ملتقى . . . من الريح يذروها ويصفقها صفقا لأم عدى أوقدتها طماعة . . . لأوبة سفر أن يكون لها وفقا وحط بها رحلى قليلا فإنها . . . لأول أطلال عرفت به العشقا وليكن المغنى عالما بطريق الأغاني مطلعا على كتب الموسيقى الموضوع للرئيس على بن سينا وقد شرحنا في كتاب السبيل لأبناء السبيل وسأذكر ، لك نكتة منه فأقول كما قيل إن . لدوران الفلك أصواتا لو سمعها عاقل أو لبيب لما ثبت . ومنها أخذ موسى ترجيع النغمات من المربع والمسدس والمثمن ، والنصارى عملوا ببعضه . فالألحان للروم والتجنيس للعراق . والزقالق للعجم والطبول للزنج أو الحبشة . والبوق لليهود وهو سبعون دستا مثل . دستان الرحيل يقول في وزنه : اركب فأنت المظفر . اركب فالله أكبر . ودستان الحرب والنزول وغيره . وقال سقراط اشتباك نغمات الأصوات من هياكل العبادات تحل وتعقد في الأفلاك الدائرة : مثل همة إصابة العين والسحر والاستسقاء وسنذكرها في مواضعها ، وكن مع الملك كما قال بعض الحكماء . إذا خدمت الملك فالبس . . . ممن التوفي اشد ملبس وادخل إذا ما دخلت أعمى . . . واخرج إذا ما خرجت أخرس
Sayfa 28