قد علمت يا إسكندر بما تقدم تقريري إياك عليه غير ما مرة إذ جوهر العالم A بأسره أسفله وأعلاه وأدناه وأقصاه واحد لا اختلاف فيه بالجوهرية وإنما اختلافه بالأعراض وثباته بالصور والأشكال إذ لا يختلف شيء من ذاته فاختلافه إذا من غيره فما تراه في العالم الجسماني من التباين الذي أوله أربعة أقسام وهي الأربع طبائع ثم ما تولد منها من المعادن والنبات والحيوان فعلة ذلك من العالم المحيط بالكل ثم ينقسم أقساما ويتصور أجناسا وأنواعا يطول شرحها وليس من غرضنا في هذا الكتاب ذكرها إلا أني أقصد من زبدة ذلك إلى ما وعدت أن أذكرها لك من خواصها العجيبة مما ينتفع به وصححته التجربة.
حجر البازهر
Sayfa 38