وذلك أن جهارة الصوت مهابة له في وقت الزجر ويقلل الكلام بالجهارة إلا عند الضرورة وفي الندرة لئلا يكثر على الاسماع فتسكن النفوس إليه، وكذلك يقلل من مباشرة الناس ويخفف من مجالستهم ولاسيما العامة، فما أحسن مذاهب الهند في تدبير ملوكهم حيث قالوا أن ظهور الملك للعامة يجترئ عليه ويجب أن لا يظهر لهم إلا على البعد وفي خلال المواكب وحملة السلاح، فإذا كان في فصل جعل من فصولهم مرة في العام، ظهر للناس كافة، ويقوم بين يديه من فصحاء وزرآؤه من يخطب خطبة يشكر الله جل وعلا فيها ويحمده على طاعتهم له ويخاطبهم بالرضا عنهم وحسن الرأي فيهم ويرغبهم في الطاعة ويحذرهم المعصية ثم يتصفح رقاعهم ويقضى حوائجهم ويكثر منحهم ويعفوا عن مذنبهم ويريهم الإسعاف لكبيرهم وصغيرهم.
Sayfa 9