============================================================
الفصل الحادي عشر فلي بيان الهاحة والشقاوة(1) 1 اعلم آن الناس لا يخلو من هذين القسمين، وكذا هما يوجدان في إنسان واحد فإذا غلت حسناته واخلاصه تبدلت جهة شقاوته إلى السعادة يعي : تبدلت نفسانيته إلى روحانيته - وإذا اتبع هواه انعكس الأمر، وإذا استوت [الجهتان) (137أ) فالرجاء والخير كما قال الله تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها..) (سورة الأنعام 160/6) فزاد به وضع الميزان لأجلهما ؛ لأن تبدل النفسانية إلى الروحانية بالكلية، فلا حاجة إلى الميزان، فهو يجيء بغير حساب ويدخل الجنة، وكذا عكسه يدخل التار بلا حساب. فمن ترجح حسناته دخل الجنة بلا عذاب كما قال الله ووريه :9 تعالى : فأما من ثقلت موازينه ح فهوفى عيشةو راضية} [سورة :[7-6/10 ومن ترجح سيئاته يعذب بقدر جنايته، ثم يخرج من النار إن كان له إيمان ويدخل الجنة.
ومرادنا من السعادة والشقاوة معنى الحسنات والسيئات يتبدل أحدهما بالأخرى كما قال رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم ) : " السعيد قذ يشقى ، والشقى قذ (37/ب) يسعذ" (2). فإذا غلبت الحسنات / يكون سعيدا، وإذا غلبت السيئات يكون شقيا، (1) ورد في هامش (ظ) : قال الشيخ عبد القادر الحيلاتي : من سعد سعادة الأزل طولى له لم يكن مخذولا بعد ذلك قط، ومن شقى شقاوة الأزل فويل له، لم يكن مقبولا بعد ذلك قط .
(2) انظر تخريح الحديث الذي يليه . قال الحافظ ابن حجر في " الفتح" ، ج 488/11 : في الحديث أن الأعمال حسنها ومسها أمارات وليست بموجبات، وأن مصير الأمور في العاقبة إلى ما سبق به القضاء وجرى به القدر في -92
Sayfa 93