============================================================
كما قال الله تعالى: .. ونفخت فيهمن روحى. [سورة الحجره 29/1] فلما تعلقت الأرواح بالأجساد نسيت ما اتخذت من عهد الله الميثاق في يوم:.. ألسث بريكم..(1) (سورة الأعراف 172/7) فلم ترجع إلى الوطن [ الأصلي) ، فترحم الرحمن المستعسان عليهم فأنزل إليهم كتابا سماويا، تذكرة لهم بذلك الوطن (4 اب] (الأصلي ] كما قال الله تعالى : وذكرهم بأينم الله.} [سورة إبراهيم 5/14] -أي: أيام وصاله فيما سبق مع الأرواح فجميع الآنبياء (عليهم الصلاة والسلام)
جاؤوا في الدنيا وذهبوا إلى الاخرة لذلك التنبيه، فقلما يذكر منهم وطنه الاصلي ويرجع ويشتاق إليه ، ويصل إلى العالم الاصلي، حتى آفضت التبوة إلى الروح الاعظم المحمدي خاتم الأنبياء (عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات وعلى جميع الآنبياء والمرسلين) فأرسله (الله تعالى) إلى هؤلاء الناس الغافلين ليفتح عين بصيرتهم من نوم الغفلة، ويدعوهم إلى الله [تعالى) ووصاله، ولقاء جماله كما قال الله تعالى: {قل هذهء سبيلى أدعوأالى الله على بصيرة أناومن اتبعنى..[سورة يوسف 108/12] والبصيرة عين الروح، ثفتح في مقام الفؤاد للأولياء، وذلك لا يحصل بعلم الظاهر بل بعلم الباطن اللدني كما قال الله تعالى : { .. وعلمنله من لدنا علما (سورة الكهف (5/) 65/18) فالواجب على الانسان) تحصيل تلك العين من أهل البصائر بأخذ التلقين من ولي مرشد يخبر من عالم اللاهوت.
(1) أخرج الترمذي في " الجامع الصحيح، ، كاب تفير القرآن ، باب : ومن سورة الأعراف، 3075، عن مسلم بن يسار الحهني أن عمر بن الحطاب سيل عن هذه الآية { وإذ أحذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} [ سورة الآعراف 172/7]، قال عمر بن الخطاب : سمعت رسول الله يسئل عنها ، فقال رسول الله : " إن الله خلق ادم، ثم مسح ظهره بيمينه ، فأخرج منه ذرية؛ فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجتة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية ؛ فقال : حلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون "، فقال رجل : يا رسول الله ففيم العمل ؟ قال : فقال رسول الله ع : " إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الحنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجتة فيدخله الجتة، واذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى كموت على عمل من أعمال أهل النار، فيدخله الله النار
Sayfa 47