============================================================
كما أشار إليه بقوله: ..وليا مرشدا (سورة الكهف 17/18] .
ثم اعلم أن الرؤيا على نوعين : آفاقي، وأنفسي . وكل واحد منهما على نوعين فالأنفسي : إما من الأخلاق الحميدة أو الذميمة . فالحميدة مثل رؤية الجنان (63/ ب) ونعيمها، ومثل الحور والقصور والغلمان والصحراء التوراتي الأبيض، ومثل) الشمس والقمر والنجوم وما أشبه ذلك متعلق بالقلب .
وأما ما يتعلق بالنفس المطمئنة مثل مأكول اللحم من الحيوانات والطيور ؛ لأن معيشة المطمثنة في الجنة تكون بهذه الأنواع كشوي الغنم والطيور. وأما البقر فهو آت من الحنة لآدم عليه ( الصلاة) والسلام لأجل زراعته في الدنيا . والابل أيضا منها لأجل سفر كعبة الظاهر والباطن .
والخيل (آت أيضا منها) آلة الجهاد الأصغر والأكير. فكل ذلك للآخرة ، وفي الحديث : " آن العنم لحلق من عسل الجنة ، والبقر من زغفرانها ، والابل من ثورها، (1/64] والخيل من ريحها "(1) وأما البغل فهو من أدنى صفة المطمئنة من رآه في المنام فتعبيره ( أن يكون الرائي كسلا في العبادة، وثقلا في القيام والقعود، ولايكون لكسبه نتيجة في الحقيقة إلا التوبة : .. وعمل صللحا فلهر جزله المحسنى ..} [سورة الكهف 48/18). والحمير من حجارتها لأجل مصلحة ادم عليه [ الصلاة) والسلام وذريته لكسب الآخرة في الدنيا: وأما ما يتعلق منها بالروح فكالشاب الأمرد ، تتجلى عليه الأنوار الالهية ، لأن أهل الجنة كلهم على هذه الصورة كما قال رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم) : " أقل الجنة جرد مرد كخل.. "(2) الحديث . وكمال قال رسول الله صلى الله عليه (1) لم نعثر عليه (2) قطعة من حديث . آخرجه الترمذى في ه الجامع الصحيح"، كتاب صفة الجنة، باب : ما جاء في صفة ثياب أهل الحنة ، 2539، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وتتمته : ".. لا يفنى شبابهم ، ولا تبلى ثيابهم وانظر جامع الأصول : لابن الأثير، ج528/10.
-134
Sayfa 135