Allah'ın Elçisinin Hayatı
سيرة رسول الله
Türler
إلى المدينة المنورة وحين رأت قريش الهجرة والاصرار وتجمع المسلمين في يثرب ، عدا من حبسوه أو منعوه لاستضعافه ، وعدا رسول الله وعلي بن أبي طالب وأبي بكر؛ حين رأت ذلك ، ورأت تعاظم الدعوة الاسلامية ، ونشوب الضعف والانهيار والخواء في بنية المجتمع المكي الجاهلي وقربه من التداعي والسقوط، ائتمر زعماء الشرك وقادة قريش في دار الندوة ، وتداولوا في أمر النبي محمد (ص) ، فقال بعضهم : نحبسه .
وقال آخرون : نخرجه من مكة وننفيه لنبعده عن أرضنا وقومنا .
وقال آخرون : لا بل نقتله .
فاختاروا الحل الاخير ، فهو فيما توصلوا إليه آخر الحلول التي يلجأون إليها ، ونهاية الاساليب . وقد قرروا أن يختاروا عددا من غلمانهم يمثل كل واحد منهم عشيرة ، لتكون
(65)
جبهة المقاومة والشرك متراصة بوجه بني هاشم أعمام النبي ، فيصعب عليهم الطلب بدمه والاقتصاص من القتلة .
أجمعوا أمرهم وأعدوا عدتهم وقرروا موعدا للتنفيذ ، فأخبر الله نبيه وأوحى إليه بالحدث والمؤامرة :
( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) . (الانفال / 30)
فأجمع رسول الله أمره وتهيأ للهجرة والخروج من مكة ، وكان الليل قد أرخى سدوله ، ولف مكة صمت وسكون عميق ، وراح المتآمرون يجرون خطى الجريمة نحو بيت رسول الله (ص) ، فأحاطوا به وطوقوه وهم يرصدون شخص الرسول الكريم (ص) ويراقبون التحرك داخل البيت المبارك .
لقد قرر رسول الله ، بعد ثلاثة عشر عاما من بعثته - الخروج من مكة في بداية شهر ربيع الاول ، ثم طلب من الامام علي بن أبي طالب أن ينام في فراشه ، ليوهم قريشا أن رسول الله (ص) لما يزل في فراشه ، فيتأخروا عن طلبه والبحث عنه .
Sayfa 87