(وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) . (الصف / 6)
من يراجع التاريخ يجد أن تبشير المسيح (ع) بنبي يأتي بعده كان من الامور المسلمة لدى النصارى ، من زمن المسيح (ع) ، وقبل ظهور الاسلام ، وقد نقل المؤرخون مثل (وليم مور)(1)، بأنه وجد من أتقياء المسيحيين بعد المسيح (ع) ، من ادعى كونه هو (البارقليط)
(22)
الموعود، وان ناسا كثيرين قد اتبعوه مصدقين . وذلك يؤكد بأن النصارى ظلوا قرونا قبل البعثة النبوية ينتظرون هذا المرسل ، وقد دفع هذا الاعتقاد بالبعض إلى استغلاله والادعاء بأنه هو النبي الموعود ، منهم (منتسي) الذي كان رجلا روحانيا وادعى في عام (187 م) بأنه هو الرسول الذي أخبر عنه المسيح وقد تبعه جماعة من الناس ، وهذا بدوره يؤكد أن مسيحيي القرون الاولى كانوا يفهمون البارقليط إنسانا رسولا سويا ، لا ملاكا ولا روحا إلهيا ، حيث حاول
بعض القسسة تفسير البارقليط بأنه روح القدس، وأنه حل بعد المسيح على تلاميذه فأنطقهم بكل اللغات .
كما أننا لم نجد في التاريخ ورود معارضة من قبل نصارى صدر الاسلام عند نزول القرآن، وإخباره بأن التوراة والانجيل قد بشرتا برسول الله محمد (ص) ، ولكن نقلت وقائع تاريخية عن نقاش اليهود والنصارى فيما إذا كان الرسول الموعود هو هذا أم غيره، مما يؤكد أن البشارة الواردة هي بشارة برسول انسان، يرسل من قبل الله تعالى. وقد دخل الاسلام كثير من اليهود والنصارى بسبب تلك البشارة المثبتة في كتبهم .
وقد أشار القرآن إلى هذه الحقائق مثبتا إياها ، ومحتجا بها على اليهود والنصارى بقوله :
Sayfa 29