فلا زال الإمام لنا إماما =نلوذ بجاهه ونشد أزرا فجد بنا يا ربنا حقا علينا =به كرما إذا ونصره نصرا
به الإسلام أضحى في سرور =وأهل الشرك قد يصلون جمرا
ألا يا أيها الباغي علينا =بسوء جهالة خذ منه حذرا
ولا تسلك طريق أولي المعاصي =فتلزم في القصاص هناك قهرا
فهال من عصبة تحميك عنه =ولو قطعت الأنضاء قفرا
إذا لم تخش عاقبة لفعل =هلكت ولو هناك بسط عذرا
أقام الهنا فيهم إماما =على التقوى فصار العسر يسرا
لقد فاق السموأل في وفاء =وأنصاف عدل فاق كسرا
فعش في نعمة والسعد جار =لنا من حادثات الدهر ذخرا
لقد دارت به الأعدا وكادت =تهد عليه أسورة وجذرا
وقد فرح الطغاة بما اعتراه =عشية ما احتواه الضد قسرا
فأيده الإله معا بنصره =وأسبل في الزحام عليه سترا
ووافاه محمد بن صلت =بجيش لا تطيق عليه حصرا
ومن بهلا ومن أزكي توافت =جيوش تكسر الأعداء كسرا
فولوا هاربين وما استطاعوا =معا أن يظهروه فحاز فخرا
قال الراوي لهذه المقالة والحاكي لهذه الدلالة:
ثم أن الإمام وجه جيشه لنحو سيف الهناوي، ووفقه الله لما هو ناوي، وقد كان سيف بقرية يقال لها بلاد سيت، وقد أشاد بها حصنا وإن سئل قال هو بيت، وذلك بعد أن نزل من حصن بهلا فيما قدره وقضاه الملك الأعلى، وكان أمير ذلك الجيش اللهام، وعمدة القلس القمقام الحبر النقي المؤيد، والهزبر المذحج الممجد، الشيخ عبد الله بن محمد، فلما أن وصل عبد الله بالجنود إليه وتحقق الهناوي بنزوله عليه، فلم يقع منه للقتال حركة، بل خرج من الحصن هاربا وتركه، فصالت عليه جنود الإمام، وأمر الوالي بهدمه بالتمام.
ثم أتى الهناوي يطلب من الإمام الغفران، فغفر له ولم يؤاخذه بالعصيان، فرجعت جيوش الإمام من بلد سيت منصورة، مؤيدة من الله مسرورة، ودانت للإمام جميع القبائل من عمان، وفرح المسلمون عند ذلك بالسلامة والأمان، فقلت شعرا وأنا الفقير لله المنان، وعبده عبد الله بن خلفان بن قيصر بن سليمان:
Sayfa 20