Sirat Ibn Hisham, Ed. Taha Abdul Raouf Saad
سيرة ابن هشام ت طه عبد الرؤوف سعد
Araştırmacı
طه عبد الرءوف سعد
Yayıncı
شركة الطباعة الفنية المتحدة
Türler
= الفضول في ذي القعدة قبل المبعث بعشرين سنة. وكان حلف الفضول أكرم حلف سُمع به، وأشرفه في العرب، وكان أول من تكلم به ودعا إليه: الزبير بن عبد المطلب، وكان سببه أن رجلًا من زُبيد قدم مكة ببضاعة، فاشتراها منه العاصي بن وائل، وكان ذا قدر بمكة وشرف، فحبس عنه حقه، فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف: عبد الدار ومخزومًا وجُمَح وسَهْمًا وعَدِيّ بن كعب، فأبوا أن يعينوه على العاصي بن وائل، فلما رأى الزبيدي الشر، أوفى على أبي قُبَيْس -جبل بمكة- عند طلوع الشمس، وقريش فى أنديتهم حول الكعبة، فصاح بأعلى صوته: يا آل فِهر لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي الدار والنفر ومُحرم أشعث لم يقض عمرته ... يا لَلرجال وبين الحِجر والحجَر إن الحرام لمن تمَّت كرامته ... ولا حرام لثوب الفاجر الغُدرِ فقام في ذلك الزبير بن عبد المطلب، وقال: ما لهذا متبرك، فاجتمعت هاشم وزهرة وتَيم بن مرة في دار ابن جُدعان، فصنع لهم طعامًا، وتحالفوا في ذى القعدة في شهر حرام قيامًا، فتعاقدوا، وتعاهدوا بالله: ليكونُن يدًا واحدة مع المظلوم على الظالم، حتى يؤدي إليه حقه ما بلَّ بحر صوفة، وما رسا حراء وثبير مكانهما، وعلى التأسي في المعاش، فسمت قريش ذلك الحلف؛ حلف الفضول، وقالوا: لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر، ثم مشوا إلى العاصي بن وائل، فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه.
1 / 123