1
ومعين، والدولة الأخيرة امتد سلطانها حتى شمل الخليج وبحر العرب.
ومن التباعنة اليمنيين تبع أسعد، وابنه تبع حسان اليماني، أو ذي اليمنيين، صاحب السيرة المهشمة التي أشرنا إليها، الذي سبق أن غزا الشام ولبنان وفلسطين بألف سفينة حربية ومائة ألف جندي إلى أن فتحها، والذي اغتاله بعاصمة ملكه دمشق بالحيلة والمكيدة ليلة عرسه الدامي من الجليلة بنت مرة، كليب التغلبي «ملك العرب» الأخ الأكبر للزير سالم، الذي هجر منفاه الاختياري في بئر السبع الفلسطينية، وقاد حرب البسوس الشهيرة انتقاما لأخيه المغتال بدوره كليب من أخ زوجته الجليلة، ذهل بن شيبان الملقب بجساس بن مرة: «فما أن واصلت القبائل الهلالية زحفها جدوا في قطع الفلوات، حتى أقبلوا على مدينة الشام، وكان الحاكم في تلك الأيام على دمشق ملكا أشد فرسان المعارك، واسمه شبيب التبعي بن مالك، وقد كان رأى حلما في المنام، فقام خائفا، فجمع أكابر الديوان والوزراء والأعيان، وقال لهم: قد رأيت رؤيا الآن، قالوا: ما هي يا ملك العصر والأوان؟ قال: رأيت في منامي أنه قد أتى إلى هذه البلاد سباع شبه جراد. وكان كل سبع يأتي إلى شجرة يقلعها بأنيابه، ولا يبالي من الأخطار. وكان لهذا الملك وزير عاقل خبير، واسمه الوزير عميرة قال:
بني هلال بجمعهم قد أقبلوا
مثل الجراد يا شبيب وأكثر
من نجد قد رحلوا بجمع وافر
وفرسانهم من كل ليث قسور
قتلوا الدبيس بعد حرب هائل
وأتوا إلى الكوفة بهذا العسكر
لاقاهم الخرمندي سلطان العجم
Bilinmeyen sayfa