شبيهة البدر في بهاء وجمال» «وأكلت قوم الخفاجي وهلال من موائد الطعام، وأمر حسن بالرحيل بعد ثلاثة أيام، فقال الخفاجي: لا بد من مسيري معكم إلى تونس، وأبذل معكم المجهود في استخلاص مرعي ويحيى ويونس. فلما سمع أبوه الضرغام منه هذا الكلام لم يهن عليه الأمر، وقد اشتعل قلبه بلهيب الجمر؛ لأنه كان يحبه محبة زائدة وليس له صبر على فراقه، فلم يقبل الخفاجي وطلب من ابنته وزوجته أن يذهبا معا في تلك الديار، ويتركا الحي، فامتنعا عن المسير وبكيا بدمع غزير ثم تقدمت ابنته ذوابة، وأشارت تنهيه عن السفر، وتقول:
تقول ذوابة يا أبي لا تسافر
فتترك الأهل في عنا ومصاعب
فما لك يا أمير في الغرب حاجة
ولا لك فيها مال ولا أسباب
ولا أثار عندك للزناتي خليفة
ولا دم لك ولا أصحاب
فكيف تشتتنا وتطلب بعادنا
وتبقى ضواحي في عنا وحساب
وتبقى الهلاليين مجموع شملهم
Bilinmeyen sayfa