تبدأ "سيرة الأميرين" موضوع الدراسة هنا بثورة الصليحيين الإسماعيلية. ذلك أن موضوعها الرئيس هو صراع الأميرين، ابني جعفر بن القاسم مع الصليحيين. أما مؤلف السيرة فيعلن أنه سيبدأ سيرة الأميرين من حيث انتهت سيرة الإمام المهدي لدين الله(1). ويبدو أن السيرة المكتوبة للمهدي لدين الله ضاعت دون أن تترك أثرا في أعمال المؤرخين اللاحقين لليمن. أما سيرة الأميرين ابني أخ المهدي فقد بقيت لحسن الحظ، دون أن تترك أيضا آثارا كثيرة في أعمال الدارسين. إذ لم يذكرها بروكلمان كما أن أيمن فؤاد سيد غفل عنهما في عمله الصادر حديثا عن مصادر تاريخ اليمن في العصر الإسلامي(2). ولم يشر يحيى بن الحسين بن القاسم (ت 1100ه/ 1689م) إلى السيرة حينما ذكر مصادره لعمله التاريخي أنباء الزمن في أخبار اليمن(3). لكن من المؤكد أنه استعملها في مختصره لأنباء الزمن المعروف بغاية الأماني بشكل مباشر أو غير مباشر، بل إنه أشار إلى السيرة مرة في أخباره باسم سيرة الشريف(4) . ولم يطلع على السيرة في حدود علمي من بين المؤرخين المحدثين غير محمد الأكوع الحوالي في سياق نشرته لتاريخ اليمن لعمارة(1)، إذ أشار إليها باسم سيرة ذي الشرفين منبها إلى أهميتها كمصدر لتاريخ مؤسس الدولة الصليحية من حيث إنها تكمل وتصحح المعلومات المأخذوة من المصادر المعروفة من قبل. ولم يشر الأكوع إلى ماهية المخطوطة التي استعملها للسيرة(2). ولست أعرف الآن إن كانت للسيرة مخطوطة أخرى غير الحاضرة في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء، المصادرة بعد الثورة اليمنية عام 1962 وتقع ضمن مجموع متنوع.
وتحتفظ دار الكتب المصرية بصورة فلمية عن مخطوطة صنعاء تحت رقم 1077(3). وقد حصلت على صورة عن ذلك الفيلم(4).
Sayfa 8