وفي عام 454ه/1062م وصلت إلى الشريف الفاضل معلومات عن اعتزام الصليحي القيام بحملة إلى الحجاز(1). ولأن الشريف لم يكن متأكدا من مقاصد الصليحي من وراء الحملة. فقد عزم على التحول إلى اليمامة تجنبا للقيا الصليحي، في حين عاد أخوه ذو الشرفين إلى أهله باليمن. ولا تذكر السيرة شيئا عن رحلة الفاضل إلى اليمامة، لكن يبدو أنه عاد إلى ترج فور عودة الصليحي لليمن. أما ذو الشرفين فقد ثارت حوله وحول أخيه الحسن بن جعفر شكوك من جانب الصليحيين في اعتزامهما الثورة مع الشيعة الحسينية بالظاهر فمضيا إلى صنعاء لتطمين السلطات هناك، والحصول على أمان مجدد منهم. وفي صنعاء استقبلهما الأمير أحمد بن مظفر لكنهما لم يستطيعا إقناعة ببراءتهما. وعندما رفع الأمر إلى علي بن محمد الصليحي رفض هو بدوره تجديد "الأمان" لهما، فاشتد الخوف بذي الشرفين، وخشي حدوث الأسوأ، فاختفى أياما بصنعاء ثم خرج منها على استخفاء بمعاونة بعض الأتباع الأمناء حتى وصل إلى عيان التي قضى فيها أسبوعا مختفيا حتى عن أعين أفراد أسرته. ثم غادر عيان عائدا إلى ترج التي وصل إليها دونما مزيد من الإزعاج(2).
Sayfa 19