من جسمها فدخخلت غرفتها ونزعت ثيابها ورمت بنفسها على سريرها ولولا أملها بقرب .وصوها من زمن راحتها لما نامت تلك الليلة مطلقا غير أنها اطمأن بالها عند فكرها بأن الغد يكشف عن باطن سر حياتها وهل إن أباها يجيب أو يمتنع وعليه فإنها بعد إمعان الفكرة نحوا من ساعة غرقت ببحر النوم الطويل .
وأما الأمير حمزة فإنه بقي سائرا ومعه الأمير عمر حتى وصل إلى صيوانه ولم يشعر به أحد فدخله ونام وهو موجه بكل فكره إلى محبوبته مؤكد بأنه سيحصل عليها بأي طريقة 2 كانت إما بالرضا وإما بالقتال وجعل يفكر كيف يطلبها من أبيها في الغد وماذا يقول له وإذا امتنع ماذا يجب أن يفعل وما لبث على ذلك نحوا من ساعة حتى ذهب به شرب العقار إلى النعاس فنام تلك الليلة غائبا عن الهدى ول ينتبه إلا عند الصباح فض من فراشه وذهب إلى الملك النعمان فوجله بانتظاره فجلس عنده إلى أن اجتمع عنده الأمراء وحان الوقت الذي يذهبون به إلى ديوان كسرى فقام كل منهم إلى جواده فركبه وساروا جميعا إلى المديئة ولا قربوا منبا نظر حمزة إلى قصر مهردكار فوجدها بالشباك كعادته فحياها على نظر من الملك النعمان وجماعته حتى لم يعد يخفي أمره على أحد قط وبعد ذلك دخل الديوان وكل من العرب يتعجب من حال الأمير وما هى العلاقة الواقعة بينه وبين بنت كسرى ووحسب الملك النعمان لذلك حسابا وخخاف العاقبة ولم يخطر له أبدا أن الأمير حمزة يفكر بزواج مهردكار أو يقدر على الزواج بأدن بنت من بنات الفرس وهذا ما كان كل العرب يتمناه لما هن عليه من الجمال البارع والحسن البديع الذي خخصهن الله به دون سواهن من نساء العالم قاطبة .
قال وما دخل الأمير الديوان وجلس في مكاته بالقرب من كسرى جعل يباسطه ويحادثه وقد زاد معه بالكلام عن العادة لشدة حبه له إلا أن الملك قال لوزيره بزرجمهر أريد منك أن تخبر الأمير حمزة أنه الآن براحة وما من صعب دون ترقية المعالي وأني أشعر على الدوام بصدقة في خدمته وقد فعل معنا جميلا لا أنساه قط وحتى الساعة لم أكافئه من تلقاء نفسي وأريد أن يطلب مني الآن ما يتمنى فأعطيه إياه في مقابلة فضله على بلاد الأعجام . فبلغ بز رجمهر الكلام إلى حمزة وسأله أن يطلب ما أراد فقال له أخاف أن أطلب شيثا فلم يجبني إليه فعاد الكلام على الملك قال فليطلب مهم أراد فإني لا أمنع عنه شيئا ولو كان كرسي ملكي وتاجي ولما سمع الأمير هذا الكلام حركه الغرام وثبت عنده أن الصدفة قد خدمته فجاء الأمر على أحب ما يشتهي ولذلك قال لبزرجمهر أريد أن تسأل الملك زواجي ببنته مهردكار وهذا الذي أريده وغيره لا أريد فإذا جاد كان ذلك كرما منه وجبرا بخاطري وإلا فيكون قد منعني من اشيء أحبه وملني بغير الحق فلما سمع بزرجمهر هذا الكلام نشف ريقه في فمه واضطرب اضطرابا عظيرا وقال لحمزة إن هذا الذي تطلبه لا يمكن أبدا فارجع عنه ولا تلق بنفسك في
١
Bilinmeyen sayfa