ذلك تقدم عمر وسلم الكتاب إلى الملكف كسرى فدفعه إلى وزيره بزرجمهر ليقرأه عليه فقرأه وإذا به ( من الأمير حمزة عابد الرحمن ؤمبيد أهل الكفر والطغيان ورافع شرف العربان إلى الملكث كسرى أنوشروان صاحب التاج والإيوان ) .
( إني لما كنت قد ربيت على نعمتك ونشأت تحت عنايتك وهمتك وكان من الواجب على خدمتك والقتال عن بلادك والدفاع عن حصونك وثئاجك كي لا يطمع عدو بك ولهذا السبب سرت بأمر وزيرك بزرجمهر إلى المدائن والتقيت بعدوك الخبيث خارتين فبارزته في الميدان وبساعات قليلة أنهيت أمره وبددت شمل رجاله وفرقتهم في كل قطر وناد لا يعرفون في طريقهم بمينهم من شمالهم حتى إذا كان المساء دخلت المدينة محفوفا بالنصر المجيد وقد أجليت الأعداء عنها تاركين أموالهم وغنائمهم ولم يأخذوا معهم غير أرواحهم وهم غير أمنين عليها عدا عن الذين قتلوا ومائنت الأرض من جثثهم وقد بعثت إليك مع عياري عمر وهو أيضا من رجالك رأس خارتين لتدوسه برجلك وتتحقق موته وإني باق في المدينة على انتظارك حتى تأتي وتستلم كرسيك وأصوال عدوك فإنها باقية على ما هي لم يمد أحد إليها يدأ ولا زالت عساكر العرب قائمة خارج البلد لم تدخل قط إلا إذا
فليا سمع الملك كسرى مأل الكتاب فرح بالأمير حمزة وقال لقومه لا بد لنا من الذهاب والرجوع إلى المدائن لنشاهد الأمير حمزة ونئعم عليه هناك ونكافئه على معروفه بما استحقه فعله هذا ثم إن كسرى قال لوزيره بزرجمهر أخبر عمر هذا العيار الذي جاءنا بالبشارة أن لا مال عندي هنا لأعطيه وأنعم عليه مكافأة على بشارته إياي ولكن عند عودي إلى المدينة أزيد من عطاه وأغمره بالأموال وكان عمر قائيا على الانتظار وأن يسمع أمر كسرى بدفع البشارة له إلى أن بلغه الوزير كلامه فتكدر من ذلك وخاف أن يذهب عليه تعبه بلا جدوى ولا نتيجة ولا يناله بارة الفرد إلا أن الوزير طمئه ووعده بكل جميل وإحسان وأكد له أن يحمل كسرى على الأنعام عليه عند وصوله إلى خزينته . وبعد ذلك أمر كسرى عمر أن يسير مع الوزير بزرجمهر أمامه وكتب كتابا إلى حمزة يقول له فيه إنه ات اليه على أثر وزيره وأنه لا تمضي أيام إلا ويكون في المدينة . وأبدى منه كل مسرة وحبور ووعده بكل جميل عند وصوله إليه ومن ثم أمر الوزير أن يركب إلى المدائن وقال له سر أمامي إلى المدائن وأقر حمزة مني السلام وأخبره أني بعد أيام أكون عنده بحيث تسير بين يدي عيالي .وأعياني الذين جاءوا معي وحال وصولك احتفل باكرامه وأحسن معاملته وقم بكل ما يليق بشأنه فاجاب الوزير أمر سيده وركب وسار الى المدائن وقال له عمر أخاف أن ينسى أن يدفع لي أجرة سيري إليه وبشارتي فيضيع تعبي سدى ولا بد لي عند وصولي إلى جماعتي أن يطالبوني بنصيبهم من إنعام كسرى فإذا قلت لحم إنه لم يعطني شيئا
Bilinmeyen sayfa