الديوان ظهر عليه أسد فضربه بيده سحقه سحقا ونزع منه الوزة وأرجعها إلى كسرى فاستيقظ مرعوبا وعرض حلمه هذا على وزرائه ففسروه بما معناه أن الكلب هو أنت وأنك تظهر على بلاده وتطرده من ملكه وتستولي على تخت حكمه ومن ثم يأتي الأسد وهو أنا فأخطف روحك من صدرك وأعيد إليه ملكه وها قد أتيت اليك اليوم بما كان من ذاك الحلم فأخرج إلي في الحال بجميع رجالك وأبطالك لأبيدك وأبيدهم دفعة واحدة وإذا امتنعت عن الخروج دخلت المدينة وقتلتك في نصف الديوان ويكون ذلك أكبر عار عليك تبان به مدى الزمان ويتحدث به جيل بعد جيل وهذا آخر ما أكتبه اليك وسيجمعنا الميدان والسلام » .
ثم طوى الكتاب بعد أن وقع عليه وختمه وسلمه إلى أخيه عمر وأمره بأن يسير به
إلى خارتين ويعود منه بالجواب فأخذه وسار نسو المدينة وكان خخارتين قد عرف بوصول الملك النعمان وهو في ديوانه برجال العرب فظن أنه جاء لتقديم الطاعة . وقادته فروض, العامل على موليه فقال لمن حواليه كنت أظن بالملك النعمان العصاوة والعناد وأنا متكدر من عمله كيف لم يحضر لبايعتي ى) أنا متكدر من غيره من ولاة البلاد حتى رأيته الآن قد جاء بقومه ولا بد من أن أرقيه وأرفع منزلته وأغمره بالعطاء لأن العرب ممن يجب أن يراعون لكثرتهم وشجاعتهم وفيا هم على مثل ذلك وإذا بعمر قد دخل عليه بكتاب أخيه ولا صار أمامه ونظر اليه ضحك منه حتى استلقى على قفاه وقد رأى من هيبته كل عجيبة ثم سأله عن غرضه فدفع إليه الكتاب وبحلق عينيه فيه وكشر نابه حتى زاد منه تعجبا ثم فض الكتاب وقرأه وعرف رموزه ومعناه فاضطرب في بعضه وأرغى وأزبد وقام وقعد وقال لعمر من هذا الذي يقال له حمزة وقد تجاسر وكتب مثل هذا الكتاب وهو بدوي لا أصل له ولا نسب ويريد أن يتعرض لي ويجعل لنفسه مقاما بين الناس فلا بد لي من قتله مجازاة له على تعديه حيث دعاني بالكلب ودعا نفسه بالأسد قال إن كنت لا تعرفه فسوف تعرفه إذا اجتمعت به في ساحة الميدان ورأيت منه شدة بأسه ونبرته بمعرفة الطعان ومن المقرر الثابت أنه لا بد أن يقتلك ويرجع البلاد إلى كسرى فأكتب له الجواب لآسير به اليه لأنه قائم على الانتظار إن كنت تخرج اليه.أو تخافه فلا تخرج فقال له لا يستتحق لدعندي كتابا ولا بد أن أخرج إليه في الغد وأقتله وأقتل الملك النعمان وكل من جاء لأجل هذه الغاية وأقيم حاكا على العرب من قبل اختاره وأصطفيه فاذهب وبلغه أن يلاقيني في الغد إلى | الساحة لأذهب بعمره وأري فرسان العرب والعجم وكل من يكون حاضرا ما يحل به وبكل من يجسر أن يلقاني في ميدان أو يعصاني في شأن فخرج عمر من الديوان وهو يتعجب من قباحة منظر هذا الرجل وضخامة جسمه وطول شعره وشعر عينيه وحاجبيه.
وما صار أمام أخيه حمزة أخبره ,بما كان من أمر خارتين وما رأى منه من قباحة المنظر
6
Bilinmeyen sayfa