وملوك الفرس والاديين الذين تسلطوا عليهم بأحلام وأظهر لهم ما يريد وما يقصد قبل بزمان كي يعلم الإنسان عظم قدرته ومقدرته وما وصلت إليه ألوهيته ولذلك قصد في هذه المرة أن يظهر لكم ما سيكون على دولتكم وما يأتي عليها قبل بسنين وأعوام . فا مائدة التي رأيتها وقد قدمت إليك من الذهب الوهاج هي مدينتك وعاصمة ملكك هذه التي نقيم بها نحن والصحن والوزة التى عليه هما خزينتك وسريرك الجالس عليه الآن والكلب الذي اختطف الوزة هو فارس يظهر في حصن خيبر يطرق بلادك بالعساكر والأجناد والأسد الذي نظرته هو فارس يظهر في بلاد الحجاز عظيم القدر والشأن. ومعنى هذا الحلم أن الفارس الخيبري يقصد بلادك بعساكر وأجناده فيدوخها ويتملكها ويحاصر هذه المدينة وبعد حروب بيننا وبينه يملك الكرسي ويطردك من بلادك ويملك عليها وبعد ذلك يأتي الفارس الذي أخبرتك عنه من برية الحجاز فيستخلص لك ملكك ويرجعك إلى سريرك ويقتل عدوك وهذا الذي رأيته وتبينته . وكان الوزير بزرجمهر قدر أي علاوة على ما تقدم فلم يقبل أن يخبر به املك كسرى حرصا على آرائه تعالى لأنه رأى أن الفرس قد أصبحت على شيخونخية ال حياة وأن الفارس الذي يظهر من الحجاز يرفع نير الفرس عن العرب وهدم معابد النيران ويقع بينه وبين الدولة الكسروية حروب قوية تفضي بها إلى الخراب والدمار وينشر دين الله وعبادته بين عبدة الأوثان وناكري الحق سبحانه وتعالى ولا سمع الملك كسرى من وزيره هذا الكلام وقع في ذهنه موقع التصديق وعرف من نفسه أن ذلك يمكن وقوعه لا بل يتأكد وقوعه ولذلك قال له هل يمكنك أن تغرف أبها الوزير العاقل إن كان الفارس العربي الذي أشرت إليه قد ظهر ووجد في الحجاز أو لم يظهر إلى عالم الوجود , قال إن ذلك لا أعرفه يا سيدي ولم يظهر لي هذا وما عرفته أخبرتك به قال ألا تعرف في أي مكان من الحجاز يظهر هذا الرجل الذي بان لك أنه يخلص بلادي من الأعداء . قال نعم إنه يظهر في مكة وهي البلد الذي تأتي إليه العرب في كل عام قياما بواجبات الزيارة . : فأمر كسرى في الخال أن تحضر اطذايا الثمينة من جواهر وذهب وأمتعة فارسية من كل ما غلا ثمنا وخف حملا وعرضه على وزيره بزرجنهر وقال له أريد منك أن تذهب إلى مكة منذ اليوم وتنظر لي مقر هذا الفارس ومن من يولد وإذا كان ولد فأين وجوده فادفع هذه الحدايا إلى أبيه ودعه أن يربى الغلام على نفقتي ويعتني به ويخصه بدولة الفرس ويجعل له كل الأسباب النافعة لحياته تحت طاعته حتى إذا وصلنا إلى الزمان الذي أشرت إليه يكون في طاعتنا وتحت أمرنا فترسل إليه ونستدعيه حالا . فأجاب الوزير أمر سيده وركب في نفس ذلك اليوم وأخذ معه المدايا والتحف وسار قاصدا بلاد العرب ومعه جماعة من قوم الفرس يسيرون بخدمته وهو مسرور جدا بمسيره إلى مكة أولا لزيارة بيت الله الخرام ٠ :
Bilinmeyen sayfa