بعذاب الضمير على الدوام ومالنا من يرضى بغير عبادته تعالى . وشكروا الأمير حمزة على عمله ومدحوه كل المدح على خدمته سبحانه وتعالى وأعد النعمان مكانا للأمير حمزة وقومه وأمر ان تعد لهم الولائم وتذبح الذبائح وانصرف تلك الليلة وفي الصباح عاد الأمير حمزة إلى الديوان فوجد الولائم قائمة والعلائق تعدد والحاصل أن الأمير حمزة بقيى خمسة عشر يوما عند النعمان وفي كل يوم يزيد له بالإكرام والاحتفال وني اليوم السادس عشر قال حمزة للنعمان إني أريد أن أذهب إلى المدائن وانظر حالة كسرى أنوشروان فإن كان على الوفاق معنا سالمناه وإن كان يخاصمنا حاربناه وأنزلنا به الويل والعبر .
فقال النعمان إني لا أشور عليك الآن بالمسير إلى بلاد الأعجام لأن كسرى كثير اللجند والأعوان وبلاده واسعة جدا لا يكاد ملك من ملوك العالم يقارنه أو يعادله مالا ورجالا فإذا سرنا إليه لا نكفل النجاح ولا خفاك أن العجم كثيرة الحروب وعلى الدوام تطلب مساعدة العرب. ويسألني ملكها المسير إليه بعساكر العرب فإذا سرت سرت أنت معي لا سيها وأن الوزير بزرجمهر قد أخبرني أنه يحتاج إليك ويرضى فيك ولابد من أن نجلو العدو عن بلاده ذات يوم وقد رأى حلم من نحو ١8 سنة تقريبا ففسر له هذا الوزير من أن عدوا يخرج عليه من حصن خيبر ويملك المدائن فتطرد له هذا العدو وتعيد إليه بلاده وهذا لابد منه فأذهب الآن إلى بلادك وأقم عند أبيك إلى حين احتياجك فيرسل يستنجدك ويدعوك إليه فتنال بذلك الشرف والفخار ويكون لك عنده العظمة والامتياز ويرى من نفسه أنه محتاج إلى الانقياد اليك إرهابا بك ولجميلك معه . قال حمزة لقد أصبت بذلك وهذا قد سمعته مرارا وأخبرني به الخضر عليه السلام ولابد لي من القيام في مكة إلى حين احتياج كسرى لي فيرسل من يستدعيني لنصرته فأنصره وأرى بعد ذلك ما أيفعله الله سبحانه وتعالى ولا يلزم ان أعاند القدرة فإن الوقت لم يأت بعد وقد سبق الوعد ان أدخل بلاد العجم على هذه الطريقة لا على غيرها . وأقام بعد ذلك يوما واحدا وبعده ركب بسجماعته وودع الملك النعمان وسار من ذلك المكان يقصد بلاده والأوطان وقد خرج النعمان لوداعه إلى نخارج المدينة ومن ثم رجع إلى الخيرة وسار حمزة على طريق بلاده .
قال وبعد ان سار الأمير حمزة إلى بلاده ورجع “النعمان مسرورا بمصاحبة الأمير حمزة ورجوعه إلى عبادة الله على يده إلا أنه حسب حساب كسرى أنوشروان وفكر في أنه لابد أن يغضب إذا عرف بذلك وبقي نحو ثلاثة أيام يتردد بهذا الشأن وفي اليوم الرايع خطر له أن يذهب إلى المدائن إلى بلاد العجم ويدخل على كسرى ويرى ما هناك من الأخبار عن الأمير حمزة وعن العرب ولابد أن الملك كسرى قد وصل إليه خبر حمزة من رجاله ومن المكتوب الذي بعثه له وعما فعل مع رجاله وسلب أمواله . ولا قوى به هذا المخاطر استعد للذهاب فاحضر مركبه الخاص وركب بجماعته من الحيرة قاصدا بلاد العجم وبقي في ش م
Bilinmeyen sayfa