عشرين قنطارا وجميع ما حواليه من الكراسى المعدة لرجال دولته ووزرائه هو من الذهب
أيضا وبالاختصار أن الملك كسرى أنوشروان كان أغنى ملوك العالم وكان يحب الرفعة
والزخرفة والعظمة حتى وصل إلى درجة تفوق العقل الإنساني .
ففي أحد الأيام دخل سرير منامه وهو يفكر فيها وصلت إليه دولته وما ناله من
الحكم وطاعة العباد له وبعد أن استغرق في نومه حلم حليا قبيحا استيقظ مرعوبا منه وخائفا
وأقام أكثر من ساعتين قلقا مضطربا إلى أن عادته سنة الكرى ثانية وما لبث أن رأى نفس
الحلم .وشاهد ما شاهده أولا فاستيقظ ثانيا مضطربا اضطرابا عظيا أكثر من الأول:ولم يعد
يأخذه نوم قط وهو يننظر قدوم النهار ليخرج إلى ديوانه ويتخلص من أوهام تلك الليلة
وليعرض على وزيره بزرجمهر تفسير هذا الحلم لعلمه بما هو عليه من سعة المعارف والاطلاع على ظواهر الأمور وخفاياها فضلا عن معرفته بلغات العالم أجمع وعند إتيان الغبار وإشراق شمسه لامعة على الناس لبس ثيابه وخرج بموكبه حسب عادته غير أن الناس كانت تتعجب من نخروجه ني مثل هذا الوقت ولا أحد يعلم السبب وبقي سائرا إلى أن دخل الإيوان وجلس على سريره في صدره وبعث إلى حاشيته وبطانته من أهل المناصب ولمراتب في ديوانه وجاء واحذا بعد واحد وعنئد وصول كل واحد منهم يسجد للملك ويرجع إلى كرسيه وما منهم من يجسر أن يسأل الملك عن حاله بل كانوا ينتظروت مجيء وزيره إلى أن وصل بختك بن قرقيش وبعد أن استقر إلى جانبه قال له أحيت النار سيدنا الملك وحخدمته السعادة ورافقه الإقبال أفدنا عن حالك وآخير بأمرك وما السبب لغيظك واضطرابك وكدرك الذي نراه يعلو وجهك مع أن البلاد بأمان واطمئئنان وما من أحد لا من العمال ولا من المجاورين شخرج علينا وصحتك جيدة قال اعلم أني رأيت حلا كدرني وأقلقني وبقيت منه حتى هذه الساعة: مضطربا لا أرى راحة من نفسي وعلى هذا ثبت عندي أن لا بد لذلك من سبب عظيم وأني أحب أن أستفسر من وزيري بز رجمهر عن هذا الحلم وتعبيره قال بسختك إن شاء سيدي الملك أخبرني بهذا الحلم وأطلعني عليه قال رأيت نفسي جالسا في إيواني هذا على سريري الخاص منفردا عن حاشيتي أشعر بجوع عظيم وتضور جسيم وإذ قدم إلى مائدة من الذهب عليها صحن من العاج منقوش بالنقوش الفارسية وداخل الصحن المذكور وزة كبيرة مقلوة بالسمن تنبعث منها رائحة شهية تاقت إليها نفسي كل التوق وحركني جوعي إلى أن أتناول من تلك الوزة وأسد رمقي وإذا بكلب هائل المنظر قصير القوائم كبير الرأس مدلى الوبر إلى حد الأرض هجم عل ونبح في وكشر بأنيابه فجفلت منه ورجعت إلى الوراء وبعد ذلك تقدم من الوزة فأخذها في فمه وأراد المخروج من إيواني وأنا أتحرق وأتألم وأتململ والجوع يأخذ بن ويزيدن ضعفا ولا أقدر على استخلاص طعامي من فم الكلب ومن ثم رأيت أسدا عظيا قد دخل
1 ٠
Bilinmeyen sayfa