سبب نسيانه كثرة اشغاله وربما كان امتناعه حياؤه منك حيث قتل أباك وهذا لابد أن يكون القاك بالكدر والبكاء لاجله. قالت أني بكيت عليه لكونه والدي وكوني أحبه الحب العظيم غير اني لا اتكدر حيث أنه ظالم وغادر ومخادع وجزاء من كان كذلك له الموت لكن أريد منك أن' تذكرني عند أخيك الآن كي لا أكون قد فقدت الأب والنصير بوقت واحد فأصادف منه أب وأما ولك منى كل ما تطلبه من الأموال فأدفعه لك لأن عندي من الذهب كثيرا فقال لها إكراما لك سأفعل ما يرضيك فأبقي هنا إلى أن أعود إليك ثم أنه تركها هناك ودخل على أنخيه وايقظه من النوم وقال له لم هذا النوم الكثير أهل في نيتك ان تنسب | إلى العرب قلة الامانة وضعف الولاء وأنت سيد العرب وأميرهم الا تعلم ما عليك من الفروض الواجبة لمن بادروك بالجميل وسعوا في نجاتك من الموت فاستيقظ الأمير من كلامه مندهشا وقال له ماذا تقصد في هذا وكيف تنسب لي قلة الامانة ومتى أنزلت من قدر العرب قال انك فعلت ذلك في هذا الأيام حيث قد انكرت جميل ومعروف من سعى في خلاصك ونجاتك من الموت وأنت في الحمام أتذكر أنك لو بقيت في الداخل مقدار نصف ساعة وم تأت مريم بنت الملك قيصر لكان وقع الحمام عليك وعلى من معك . فأطرق الأمير إلى الأرض برهة كانه انتبه إلى نفسه ثم قال وأين تلك الصبية قال هي في الخارج واقفة على انتظارك أن تأذن لما بالدخول عليك إذ قد قتلت لا أباها ول يبق لها من ثم نصير سواك ومن حظك وتوفيقك ببنات الملوك جعلها تأتي اليك بنفسها وتطلب منك زواجها وهي كالبدر إشراقا ونورا وبا حرى كمهردكار جمالا وأدبا قال أني أمتنع من هذا لأن كل بلد دخلتها أتزوج بها فتمضي الأيام ولي كثير من الزوجات. قال وما المانع من ذلك إذ حكمت عليك الأحوال فربما هذه هى أفضل النساء من سواها ولا سيما أنك إذا قدرتها حق قدرها اتخذتها مولاة لك لأنها اشترت حياتك ونجاة العرب أجمعين بدم أبيها ورجاله وبلاده. قال نعم إنها قد استحقت أكثر من ذلك فادخلها الآن لأنظر في أمرها وأرى ماذا تريد . فرجع وهو يتمتم في نفسه ويقول ما أكثر توفيقك بالغادات وأنت تمتنع عنبن وتتعلق ببنت كسرى ولما وصل إليها قال لما إن أخي بانتظارك الآن فادخلي عليه وقد أخبرته بك وسألته أن يكون لك بعلا ونصيرا فاجاب فلا تنسي ما وعدتني به من المال.
قالسم وإني أزيدك فوق ذلك جارية من خاص جواري اللاتي لا نظير لهن في جواري العام فشكرها وأخذ يترقب الوفاء ودنلت مريم على الأمير فتلقاها بالترحاب والإكرام ورق لما عندما راها لابسة ثوب الحداد واندهش من بهاء طلعتها وجمال وجهها ورقة واعتدال قدها وقال لها لقد شرفنتنا يا بنت الملك على غير انتظار فلم يكن لدي ما يقوم بواجب الزيارة فاعذريني الآن قالت إني خادمتك وما من حق الخادم ان يعتب على سيده والقصد من زيارتي الآن شيئا واحدا وهو أن أذكرك بن لانك نسيتني على حين انك وعدتني بأن لا 1
Bilinmeyen sayfa