النعمان يقبض عليه ويجازيه على عمله وركب حمزة وخرج من مكة المطهرة وركب لركوبه سائر رجاله وهم الثمائمائة فارس كلهم شبان مردان من سنه وسار بين يد عمر العيار كأنه عفريت من عفاريت السيد سليمان ينطلق في ذاك البر فيغيب عن الأبصار ثم يعود بأسرع من هبوب الرياح إلى أن بعدوا عن تلك البلاد وتبطنوا البراري والقفار والسهول والأوعار والأمير حمزة يتمنى أن يصل إلى الحيرة ليدهمها بغتة ويوقع فيها ولا يمسك إلا الملك النعمان مسك الأيدي ويجازيه على فعله وفيها هو سائر على تلك الحالة وإذا بأخيه عمر قد جاء إليه وقال له عرج بنا يا أخي عن هذه الطريق ولا ترم بنفسك إلى الخطر فأني.رأيت أسدا هائل المنظر كبير الحثة لا اظن انه يوجد اعظم منه قد انحدر من الحبل ووقف في الطريق يمنع مرورنا وأخاف أن لا تصادف معه نجاحا فيفترسك ونقع نحن من بعدك باليأس. فقال له ويلك يا عمر أتحب أن تمتحني بهذا الكلام أو تخوفني فيه أما رأيت فعل بالأسد قبل اليوم وأنت تعلم أنه لو اجتمعت إلي ألوف من الآساد وقصدت افتراسي لما مكنت واحدا منها من نفسى بل كنت أهلكتها عن بكرة أبيها ف| الأسود عندي إلا أشبه بهررة البرية وسوف ترى بعينيك ما يكون من هذا الأسد الذي أشرت إليه وحكيت عنه وبقي الأمير حمزة سائرا على طريقه إلى أن التقى بالأسد وهو رابض في نصف الطريق وأعينه تقدح كمشاهيب نار ولا رأى الأمير وقد أقبل في الأول وقف على قوائمه ورفع بلنبه إلى أعلى ظهره ثم ضرب به على جانبيه وكشر على أنيابه وأخرج أظافره وني عزمه أن ينحط على الأمير فيضربه بيديه يسحقه تحتها ثم ينهشه ويأكل لحمه ويمرمش عظمه غير أن الأمير كان يتقدم إليه بتأن وثبات وقد نزل عن الجحواد ومشى على الأرض وبيده الحسام والأسد صابر عليه إلى أن قرب منه وصار بجانبه وإذا الأسد قد بعث بصوت قوي جفلت منه الخيول وارتاعت الفرسان وانحط دفعة واحدة على الأمير حمزة فأجابه بصوت أشد من صوته وأسرع بضربة حسام على رأس الأسد ضربة صادرة من يد بطل أبطال ذاك الزمان فوقعت بين عيني الأسد شقت رأسه إلى نصفين وشطرته إلى شطرين فوقع الأسد إلى الأرض قتيلا في الحال وقد تعجب رجاله من فعله وما أبداه في قتال الأسد وكيف إنه قتله بضربة واحدة وزاد حبهم له وولوعهم به وأراد الأمير أن يتقدم من الأسد وينزع قلبه ويأكله وإذا به سمع صوتا عن بعد فمال بنظرة وإذا به يرى فارسا منحدرا من الجبل وهو يسرع إلى نحوه فصبر عليه إلى أن قرب منه ووصل إليه فرآه من الفرسان وتحته جواد من الخيول الحسان متقلدا بسائر أنواع السلاح . فقال له ما تريد ولأي سبب جئت . قال جئت لانتقم منك واعجل من هذه الدنيا مر نحلك حيث قد قتلت أنيسي ورفيقي ومن ألفت عليه زمانأطويل ثم أنه صدمه صدمة قوية فالتقاه الأمير حمزة بهمة وحمية وأخذ في القتال والاتساع بالمجال. وسلوك طريق الاهوال. وهما يتطاعنان بالرماح الطوال
٠ 1 ٠
Bilinmeyen sayfa