أظن أن القلب مقيد ببوى مهردكار فقط واريد منك أن تسمح لي بها فأتخذها زوجة بسنة الله وتبقى عندي طول حياتها فلما سمع الملك اسطون ذلك أظهر سروره وقال له إن هذا مما أحسبه سعادة لبنتي ولي فأنت ممن تقدم له الأرواح ولا يبخل عليك بشيء إلا أني أرجوك ان تسمح لي أن أذهب إلى بنتي وأعرض عليها هذا الأمر لأن من العادة عندنا أن ترضى البنت وتقبل بالزوج المتقدم لما وأشرح لا عنك واذكر لها صفاتك وهي لا ريب تلاقي ذلك بالقبول والرغبة لأا عاقلة مهذبة تعرف لغات العالم وتواريخها وأحوالها فقال له افعل ما يحلو لك وني الحال ذهب الملك اسطوان إلى زوجته وأظهر لها فرحه وقال إني اعلمك ان الأمير حمزة طلب إلي أن أزفه على بنتى ولا أقدر ان اصف لك الفرح الذي لحق بي من جراء ذلك لأنه وحيد في زمانه ولا يوجد له ثان في كل بلاد اليونان ولا في غيرها حتى إن كسرى يخافه ويرهب سطوته وقد وعده بزواج بنته واريد منك أن تدخلي على بنتنك وتعلميها بذلك وإذا امتنعت اقنعيها به وأشعبريها ان ذلك من باب الفخر لنا ومن دواعى السعادة لما قالت له ألا تعلم أن القلب للقلب سبيل فكيف ان زهربان لا تقبل بزواجه وهي مغرمة به غراما قتالا حتى أنها جاءتني في الأمس وشكت إلي حاها وانها علقت بمحبة الأمير ولم يعد لها صبر على فراقه فصبرتها على ذلك وسألتها أن تسكت عليه إلى ان اجتمع بك واخابرك في هذا المعنى ومن ثم تسعى في سبيل تقديمها له زوجة والحمد الله قد جرى ذلك منه بطريقة شريفة فارجع إليه واجبه بالايجاب وباشر بقيام الافراح وانا سأدخل على بنتي وابشرها بزواجها بالأمير وأصلح شأتها وادبر امرها. ثم ان ام زهربان دخلت عليها وقالت بشراك يا بنتي فقد جاء الآمر على احبما تشتهين فانهضي إلى الحمام واغتسلي وتبيئي وكوني على حذر للاقاة الأمير فيعقد زواجك عليه منذ الغد وتقام الافراح في كل البلد وتكونين بالحقيقة سعيدة به فان كان بزواجك هذا تغيبين عنا وتبعدين إلى أقاصي الارض لكن نكون براحة بال عنك حيث تكؤنين زوجة لأمير هو عظيم من أكبر الملوك بكثير. ثم اخبرتها بما سمعت من أبيها وقالت لما لقد جاء الأمر على أحب ما تشتهين وتريدين فأظهرت فرحها وقالت لامها لا ريب أنه أحبني كبا أحببته ووقع في قلبه ما وقع في قلبي فا ذلك إلا بعناية منه تعالى حيث يريد أن
قال ورجع الملك اسطون إلى الأمير حمزة واخبره برضا بنته وقبولها برغبة وأخل بتدبير امر الزفاف وإعداد مهام العرس من كثير وقليل وشاع عند أهل المدينة هذا الخبر ففرحوا فرحا لا يوصف بقربهم من الأمير الذي كانوا يحبونه محبة عظيمة ولم يكن فرحهم هذا بأقل من فرح العرب جماعة الأمير حمزة فانهم تيقنوا ان زواجه هذا من باب الخير له وأنه لابد أن يضعف حبه لمهردكار فيقل اعتباره لابيها ولا يعود إلى إجابته مرة أخرى ويعرف أن غيره من الملوك يتمنى له الرضا وأن يقبل بنته زوجة له : وفي اليوم الثاني ابتدأ الملك اسطون بعمل
٠ 12 ٠
Bilinmeyen sayfa