يجسرون على المجيء إلى بلاد العرب والعرب هم أشد باسا وأقوى مراسا معتادون على حروب وملاقاة الأهوال بخلاف الأعجام اصحاب البذخ واللهو والزينة ف) هم إلا أشبه بالنساء صفة وقلبا فقال عمر أعلم أن العجم كثيرو العدد أكثر من العرب وكلهم يجتمعون إلى ملك واحد لا تتفرق كلمتهم ولا يقوم منهم قوم على قوم ولا قبيلة على قبيلة كما تفعل العرب الذين دأبهم على 'الدوام التفرق فيغيرون على بعضهم ومن ذلك لا تقوم لهم قائمة لا سيا وأن ملكهم النعمان منقاد لأمر أنوشروان متفق معه على دينه فقال حمزة وما دين النعمان ملك العرب قال كان من عباد الله ولا يزال إنما يجاري الأعجام فيكرم النار ويقدم لما مزيد الاعتبار فلما سمع الأمير حمزة كلام عمر لعب به الغيظ والغضب وقال لأحتيه هيا بنا نكبس هؤلاء الاعراب والأعجام ونوقع مهم ويمنعهم مرة ثانية أن يعودوا إلى الإتيان إلينا ويخطر لهم أن يجبوا مالا منا لأننا أحرار لا نقبل الإذلال وتأنف أنفسنا إلا الطاعة لله سبحانه وتعالى وإذا غاظ عملي هذا كسرى ملك الأعجام أو النعمان ملك العربان سرت اليها وقتلتهها وخربت بلادهها ولا أحشى بأس أحد فأجاب عمر سؤاله وني الحال هجم على الخيام المقيمة فيها الأعجام وأوقع السيف فيمن هناك وكانوا آمنين من طوارق الحدثان لا يخطر بفكرهم عملا مثل هذا العمل حتى رأوا الأمير حمزة وقد انحط عليهم بجماعته وأخذ يقتل ويذبح فيهم وقد أعمى بصائرهم فاضطربوا وارتاعوا ومبضوا إلى خيولهم وهم يودون النجاة والخلاص وكان الفائز منهم من قدر أن يصل إلى جواده ويركبه فارا بنفسه من وجه الأمير حمزة ودام ذلك إلى الليل ومن ثم رجع الأمير حمزة بعد أن قتل فيهم مقتلة عظيمة والباقون طلبوا الفرار وبعدوا عن تلك الديار ثم إنه جمع الأسلاب .. والخيول والخيام وكل الأموال التي كانت فيها وقد جمعت من العرب لترسل إلى كسرى ودخل المديئة فرحانا بعمله وبكثرة الأموال التي اغتنمها ثم إنه أعطى منبا لجماعته كل واحد نصيبه وأخذ هو الباقي أبقاه عنده وبلغ الخبر الأمير ابراهيم وسادات مكة ما كان من أمر حمزة فاغتاظوا وحسبوا حساب النعمان والملك كسرى وقالوا لابد من أنها يبعثا إلينا بالعساكر والرجال بسبب ما كان منا على رجاه). ثم إن الأمير إبراهيم دعا بولده ولامه على ما فعله وقال له لا ريب أنك جلبت إلينا شرا عظيما ورميتنا بويل وأي ويل وعندي أن من الأوفق أن أبعثك إلى النعمان تعتذر إليه وترجع أموال كسرى وتزيدها ترضية له واظهر له جهل قومه وأنكم ما عرفتموهم قط : فقال حمزة إن أعجب منك يا أبي كيف أن الخوف يتسلط عليك ويضعف لك قلبك أتدفع الجزية وعندك رجال وأبطال وابنك حمزة لا يخاف أحدا في هذه الدنيا وإني غير مكتف بما فعلت وقد أقسمت الاقسام العظيمة أني لابد من أن أسير إلى الملك النعمان وأخخرب الحيرة وأذبحه ذبح الأغنام كيف أنه يطيع للأعجام ويترك عبادة الله ويعبد الأصنام والنار المحرقة مع أنه عربي ومن الواجب عليه أن يكون مع العرب ويسحبها كلها على الأعجام ليقلع 7و١ :
Bilinmeyen sayfa