كسرى أنوشروان .
قال فهذا ما كان من هؤلاء وأما ما كان من كسرى فإنه أقام في بلاده على حسب عادته وفي كل يوم يجتمع بوزيره بختك ويتحادث وإياه بخصوص العرب فيقول له بختك إن هذه المرة هي الأخيرة وقد انتهت أيام حمزة ومضى ما كنا نخشاه وإني أضمن لك هذا الأمر ان اندهوق بن سعدون لا يبقي أحدا من العربان ولا بد من قتل حمزة كيف كان الحال ولا طالت المدة قال له ألم أقل لك أن مدة العرب قد فرغت من بلادنا وارتحنا من أمرهم إلا بعد أن أتأكد حق التأكيد موت حمزة والا ما زال موجود إلا أفعله لأنه فارس صنديد فأجر على بلادي ويلا عظي] وبلاء جسيم| وارمي جمرة الحرب بين العرب والعجم فمن الصواب أن نصبر مدة سنة فإذا لم يظهر عنه خبر تأكدنا موته أو جاءنا أحد فأخبرنا به وكان كسرى لظ من بنته ميلها إلى حمزة ومحبتها له فكتم ذلك ولم يبن عليه غير أنه رأى أن معاملتها باللين والرفق والتغاضي عن معرفته نحتها أوفق له نظرا لحبه وقال في نفسه متى عرفت بموت حمزة لا تعود تفكر به أو تميل اليه وما مالت اليه إلا على السماع لأنها لم تره ولا اجتمعت به وأقام يترقب الأخبار من جهة الأمير عسى أن يخبر إلى ان كان ذات يوم وهوبجالس في ديوانه وإلى جانبه الأيمن الوزير بختك بن قرقيش وإلى جانبه اليسار بزرجمهر ومن ثم رجال ديوانه من أمراء الفرس وأعيانها والناس تأت لقضاء مصالحها وإذ قد لاحت منه التفاتة إلى جهة باب الإيوان فرأى رجل يقلب الهواء كالدولاب وهو يصفق بيده ويغني بلسانه حتى إذا وصل إلى باب الديوان صاح بصوت رقيق أكد أبها الملك العظيم إني أخو حمزة البهلوان فارس برية الحجاز ومبيد الطغاة في يوم البراز ومن خدمته السعادة والاقبال وانقادت اليه الكرامة بيد العزيز المتعال قد عاد فائزا منصورا محمودا مشكورا بعد ان بلغ الآمال وتوفق بعنايته تعالى على اتم منوال وبين يديه نحو مائتا فارس مختلفي الاجناس من عرب وهنود وغير ذلك وقد عاد معه اندهوق بن سعدون بعد أن أخذه أسيرا في ساحة الميدان ليقدمه اليك على ما وعد ثم تقدم من كسرى وناوله كتابا من أخيه حمزة وكان هذا الرجل هو عمر العيار وقد بعثه حمزة بكتاب ليعلم الملك كسرى بقدومه قبل وصوله كيدا لأعدائه اللثام قال وكان عمر يتكلم والملك وجميع الحاضرين سكوت لا أحد منهم يبدي حركة أو صوتا وقد جمعت الحملة والخوف على بختك وانفطرت مرارته وضاع عقله وغاب وعيه وكاد يقع إلى الأرض من عظم ما لحق به فتمسك بالكرسي الجالس عليه وقد لحظ منه ذلك كل الحاضرين ومضى عليه نحو ربع ساعة على مثل ذلك إلى أن قدر أن يسكن روعه ويتعخلد ويظهر خلاف ما اضمر ولهذا السبب ناول كسرى الكتاب إلى بزرجمهر ليقرأه ففضه وقرأه بصوت عال فصيح وهو
١4
Bilinmeyen sayfa