غير بخله وزهده في شكر الشاكرين ، ويرى بجهله وما حرمه الله عز وجل من اصطناع الجميل، أن الثناء حيلة من حيل القاصد على المقصود ولا يهش إلى شئ من أعمال البر ، فمقته الناس على ذلك وكثر به الدعاء عليه ، وكان فيه مع هذا الشر سعاية وكان أحمد بن طولون رقيبا على نفسه يتصدق في اثر الاوساءة إذا جرتمنه إلى إنسان ، بالصدقات الجزيلة ، ويتضرع إلى الله جل اسمه في تمحيص ما جناه ، فكان بذلك يوقي ويكفي وينصر ولما ورد عليه كتاب المعتمد ، بما استدعاه من رد الخراج بمصر إليه ، وزاده المعتمد مع ما طلب خراج الثغور الشامية ، رغب بنفسه عن أدناس المعاون ومرافقها ، فرفضها وأمر بتركها ، وكتب (3)سقاطها فيسائر الاعمال ، ومنع المتقبلين() من الفسخ على المزارعين وحظر الاورتفاق على العمال وكان قبل إسقاط المرافق بمصر قد شاور عبد الله بن دشومة في ذلك ، فقال له : إن أمنني الامير تكلمت بماعندي . فقال له :قد امنك الله عز وجل مني فقل ، فقال: آيها الامير إن الدنيا والاخرة ضرتان فالحازم من لم يخلط إحداهما مع الاخرى ، والمفرط منخلط بينهاما
Bilinmeyen sayfa