قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: سألت رجلا من الإخوان الأطهار ممن له خبرة بحصون المغرب وكان شاهد لأخذ أكثرها في ذلك الأوان فأحصاها لي عدا فكانت نيفا وثمانين حصنا كلها على الجملة حصينة لم يملك أكثرها ملك من قبل، فأما عيونها ومشهوراتها [80أ-أ] فهي بيت ريب، وبيت فاس، والمضمار، والقصاصي، والكلالي، والغز، والرغيل، ووعلان، والحميمة، وقرن حديد، وعران، والمصنعة، وحجن عز الطلحي، وقرن القحف، وصحر، والعرنون، وجبل خب، والرحبة، والصنوبن، وجبل طرت، والأقمر، والصمع، وسعدان، والصفوات، والحريفة، والرجم، والقريشي، والدمرور، وأشهد، والحطب، فهذه نيف وثلاثون حصنا من عيونها وربما تركنا مثلما ذكرنا أو أحصن لكن ذكرنا الأشهر.
رجع الحديث
وطلع الأمير علم الدين أحمد بن القاسم في عساكر عظيمة فقبض حصون مسور جميعها ورتبها، وتقدم إلى أمير المؤمنين إلى محطته ببيت علمان بعد أن قبض جملة من الأموال التي عاقب بها قوما من عوام الباطنية ومن يجري مجراهم؛ لأنه عليه السلام رأى المصلحة في تلك الحال استخراج أموال الله منهم لينفقها في سبيل الله فأخذ منهم ألوفا كثيرة وتولى استخراج الأموال منهم الفقيه التقي ناصح الدين علي بن ناصر بن عبد الفاضل الحليلي القطيبي، وكان من الأخيار وكان أمير المؤمنين عليه السلام قد نفى رجلا من خيارهم يقال له الحجازي وأخذ ماله وكان أكبر الباطنية في الجهات المغربية والذي يرجعون اليه رجل يقال له: حارث بن سلمة من بني أعشب جد من جدودهم قد مضى عليه من السنين نحو من ثمانين سنة وكان مسكنه في موضع يقال له الصمع، فأيد الله سبحانه أمير المؤمنين على تلك الناحية واستولى على طرب، وبيت قدم، وأخذ الصمعين، والأقمر، وهذه الحصون من عجائب حصون المغرب وأعزها، فلما استظهر أمير المؤمنين على هذه النواحي هرب عدو الله حارث فقيض الله لزمه.
Sayfa 253