============================================================
السيرة المؤيدية الله سلكها) فى هذا الباب ليخرج أمرها إلى الوزير بما يسقر معه وجه المجاب (1) فقال : ما كنت بالذى يمكنى أن أقول هذا القول من تلقاء نفسى اللهم إلا أن يكون رسالة عنك . فقلت : اجعله رسالة عنى . فذهب وانا واقف سكاني حى رجع واستتبعى إلى دار ابى البركات فوجدنى متثاقلا عنها ، ومتباطيا دونها ، فخاطبنى على صلة جناحه إليها(ب) : فقلت : ليس ذلك مما يخف على قلبى ؛ قال : كذا أمرت . قصرت يحكم غيرى وتوجهت معه وسابقنى هو إلى الدخول ، ولعله أورد ما كان معه من التحميل ، غم دعيت بعده وقال لى أبو البركات : هات وقل ما أنت قائل . فقلت : ما عندى قول أقوله لك إنما توجهت الى هذا الأمير- أعنى وجيه الدولة - بقول قلته له وتحميل حملته إياه فانتظرته حى عاد وأخذنى معه إلى هذا الموضع ، ثم لا أدرى ما قيل لك ولا ما لعلك روسلت به ، فقال : روسلت يأن أسمع كلامك فى معنى ابن سلك بغداد ، وأفعل ما تشير به . فقلت : إذا كان كذلك فأشير بأن لا نعرض لأصحابه ولا تغبر فى وجه إحسان الدولة إليه ؛ وكلام نحو هذا فيما يتعلق يصلاح القوم . وكان دأى ودأيه سطاردة فى السر ، وسزاحمة للوجه بالوجه . وكنت قد مللت يأمرى وتحيرت في شأتى لا أفتح عينا إلا على عدو، ولا أرى فى جفة من الحبهات إلا ضير سوء ، والسلطان خلد الله ملكه الذى كان وصولى إليه الغرض الأقصى فدخلت إليه من باب ، والفلاحى الذى كنت متماسكا بعناية سعه قد أففى من ظهر تراب إلى يطن تراب ، فعدت لتطرية مليس الاستيذان فى المسير ، وقمت فيه مقام الحجد والتشمير ، وكشفت فى الاستقصاء فيه المحاب ، وأبرمت بالالحاح والسؤال الأصحاب ؛ حتى أجايوا وهم كارهون : قبينما أنا فى شغل أنجزه وأمر للمسير أرتبه ، وسكاتبات أتنجزها اذ سمعت بأن ابن النعمان عزل عن القضاء والدعوة(1) وأن الذى هو الوزير اليوم(2) يولى فقلت يجوز أن يولى القضاء الذى كان عليه فيركب به طبقا عن طبق من دون إلى فوق فاما الدعوة التى هو فيها نكرة فلا يجوز أن يقلد متها قلادة فيكون بدعة من البدع ،
وشنعة من الشنع ، وشيئا ما شوهد مثله ولا سمع ، فما أصبح صيح اليوم الثانى من هذا الحديث إلا وقرى سجله بهما ، وفوض إليه كلاها (4) ، وكان ذلك من الغرائب الى حظرها العقول وتمجها الأسماع ، والسبب فى سوق هذه الأعمال إليه ان ايا البركات (1) في ك: المحاب. (ب) سقطت في ك.
(1) كنن ذلك عام 441 (رفع الاصر عن قضاة مصر) "نسخة غطية بدار الكتب المصرية والكتدى ص 612 0- (3) يقصد اليازورى الذى كان وزيرا وقت كتابة هذا القسم من السيرة .
(3) كان ذلك يوم الاثنين ثانى المحرم سنة 441 (الكندى ص 613).
Sayfa 120