Siretü’n Nebi ve Haber'i Halife

İbn Hibban el-Busti d. 354 AH
221

Siretü’n Nebi ve Haber'i Halife

السيرة النبوية وأخبار الخلفاء

Yayıncı

الكتب الثقافية

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yılı

١٤١٧ هـ

Yayın Yeri

بيروت

فانتهى رسول الله ﷺ بمن معه من أصحابه إلى الشعب، ومر علي بن أبي طالب حتى ملأ درقته من المهراس، وجاء بها إلى رسول الله ﷺ، فأراد رسول الله ﷺ شربه فوجد له ريحا فعافه فلم يشرب منه، وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه وقال: «اشتد غضب الله على من دمّى وجه رسول الله» ﷺ. ثم نهض رسول الله ﷺ إلى الصخرة ليعلوها، فلما ذهب لينهض لم يستطع ذلك، فجلس طلحة تحته فنهض رسول الله ﷺ حتى استوى على الصخرة، ثم قال: «أوجب طلحة الجنة» «١» !. وكانت هند واللاتي معها جعلن يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله ﷺ يجد عن «٢» الآذان والآناف حتى اتخذت هند قلائد من آذان المسلمين وآنفهم وبقرت عن كبد حمزة «٣» فلاكته فلم تستطعه فلفظته «٣»، ثم علت صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها بشعر لها طويل- أكره ذكره. فقتل من المسلمين سبعون رجلا في ذلك اليوم، منهم أربعة من المهاجرين. وكان المسلمون قتلوا اليمان «٤» أبا حذيفة وهم لا يعرفونه، فأمرهم رسول الله ﷺ أن يخرجوا ديته. وقتل من المشركين ثلاثة وعشرون رجلا.

(١) في الطبري ٣/ ٢١: أوجب طلحة حين صنع برسول الله ما صنع. (٢) من الطبري ٣/ ٢٣ وهو الصواب، وفي ف «يحدعون» خطأ. (٣- ٣) وفي الطبري «فلاكتها ... فلفظتها» والكبد مؤنثة وقال الفراء تذكر وتؤنث. (٤) وفي الطبري ٣/ ٢٥ «لما خرج رسول الله ﷺ إلى أحد وقع حسيل بن جابر وهو اليمان أبو حذيفة بن اليمان وثابت بن وقش بن زعوراء في الآطام مع النساء والصبيان، فقال أحدهما لصاحبه وهما شيخان كبيران: لا أبا لك ما تنتظر؟ فو الله إن بقي لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار إنما نحن هامة اليوم أو غد أفلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله ﷺ لعل الله ﷿ يرزقنا شهادة مع رسول الله ﷺ! فأخذا أسيافهما ثم خرجا حتى دخلا في الناس ولم يعلم بهما، فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون، وأما حسيل بن جابر اليمان فاختلفت عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولا يعرفونه، فقال حذيفة: أبي! قالوا: والله إن عرفناه وصدقوا. قال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين! فأراد رسول الله ﷺ أن يديه، فتصدق حذيفة بديته على المسلمين فزادته عند رسول الله ﷺ خيرا» .

1 / 226