Sinema ve Felsefe: Biri Diğerine Ne Sunar?
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Türler
لكن التفسيرات التحليلية النفسية لا تبرر في الواقع جاذبية الرعب من منظور «الوحش الذي بداخلنا». فنظرية التحليل النفسي لا تفترض أن البشر فاسدون حتى النخاع، ولا تحتاج إلى مثل تلك الرؤية كي تزعم أن «الرعب يخاطب الرغبات المكبوتة العميقة الجذور والواضحة من منظور التحليل النفسي» وأن هذا النوع الفني يعمل عمل قناة تختص ببعض أنواع التفريغ العاطفي. إذا كان الكبت يتناقض مع آداب السلوك فسنصبح جميعا مخلين بالآداب. لكن النظرية التحليلية النفسية تجاهد لتوضيح توافق الكبت والأنشطة العصابية الناتجة عنه إلى حد كبير مع مفهوم «الطبيعية» وآداب السلوك الأخلاقية. لا يوجد «وحش بداخلنا» لأن الرغبات المكبوتة ليست رغبات كاملة التطور لدى الفرد، بل هي مصادر للمتعة أو للإحباط داخله، لكن تلك مسألة أخرى مختلفة تماما.
يزعم تيودور أن التفسير التحليلي النفسي بالغ الاختزال، ويعرض إلى حد كبير حلا واحدا لجميع المواقف. إذا كان من المفترض أن الجميع لديهم «وحش بداخلهم»، فإن التفسيرات التي تبرر حب الناس للرعب من منظور «الوحش داخلنا» تخفق في توضيح لماذا يحب «بعض» الناس أفلام الرعب ولا يحبها غيرهم (1997: 445). ويشير - ومعه في ذلك حق - إلى أن عوامل أخرى لا بد من توظيفها لتفسير هذا التنويع. لكن من يفسرون جاذبية الرعب حسب نظريات التحليلية النفسية، مثل صعود الميول الماسوشية أو السادية أو المكبوتة، لا ينكرون هذا.
14
ما يجعل أفرادا بعينهم يحبون الرعب ويجعل آخرين لا يحبونه يعتمد على التطور النفسي للفرد، وهو تطور يعتمد على تنشئته وطبيعته كذلك.
ما البدائل المتوفرة لمنهج يعتمد اعتمادا واسعا على التحليل النفسي لتفسير الرعب؟ المنهج التفسيري البديل الأبرز يطلق عليه «المنهج المعرفي». ويطرح كارول نموذجا مهما للتفسير المعرفي، فبينما توجه التفسيرات التحليلية النفسية انتباهنا نحو الإشباع غير المباشر للرغبات المنحرفة، يوجه كارول انتباهنا نحو الهيكل السردي لأفلام الرعب؛
15
فهو يرى أن الجمهور لا يستمتع فعليا بمناظر الرعب، بل يستمتع بالقصة، ويتحمل تلك المناظر؛ لأنها الثمن الذي لا بد له من دفعه كي يثار فضوله، ويعذب حتى يلقى الإشباع بطريقة خاصة جدا. فيما يلي يعرض كارول رؤيته (1990: 184):
تستند قصص الرعب على الكشف عن كائنات مستحيلة مجهولة ولا سبيل إلى معرفتها، كائنات غير معقولة ولا يمكن تصديقها، وغالبا ما تتخذ شكل سرد يعتمد على الاكتشاف والأدلة؛ فالأشياء المجهولة مثل الوحوش هي بلا شك موضوعات تتطلب إثباتا بطبيعة الحال. عندما نطبق تلك الملاحظات على مفارقة الرعب، نجدها تشير إلى أن المتعة المستمدة من قصص الرعب ومنبع اهتمامنا بها يكمن، أولا وأخيرا، في عمليات الاكتشاف والإثبات والتأكيد التي غالبا ما تتضمنها قصص الرعب ... وقد يرى التقزز الذي يبديه المشاهدون بوضوح جزءا من الثمن الذي لا بد من دفعه لقاء متعة الكشف. بعبارة أخرى، التوقع السردي الذي يتبناه نوع الرعب هو أن الكائن الذي يتناول الفيلم مسألة وجوده سيتضح كونه شيئا يتحدى التصنيفات الثقافية القائمة؛ ومن ثم يصبح التقزز ذاته - إذا جاز التعبير - أمرا يفرضه بشكل أو بآخر نوع الفضول الذي يستخدمه سرد الرعب.
من السهل ملاحظة تأثير الفضول في أفلام الرعب الخارق. تتحدى الوحوش الخارقة التصنيفات على نحو واضح وصريح؛ فهي تتطلب تفسيرا وهي غامضة على نحو يشبه كثيرا ما وصفه كارول. لا نعني بهذا أن كارول قد أصاب في فهمه للرعب الخارق. إلا أن اهتمامنا في هذا الفصل يتمحور حول الرعب الواقعي. فكيف تفسر نظرية كارول المتع المستمدة من الرعب الواقعي؟ الوحشية في هذا النوع هي وحشية نفسية، والتصنيفات التي تتعرض للخرق هي تصنيفات أخلاقية.
16
Bilinmeyen sayfa