Sinema ve Felsefe: Biri Diğerine Ne Sunar?
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Türler
بل وأسوأ من ذلك، لقد تبرعت بها إلى جمعية خيرية.
كان ذلك نص محادثة أجريت كجزء من مسابقة جائزة لوبنر عام 2005 لروبوتات الدردشة.
4
وقد فاز جورج بها (بالطبع جورج هو البرنامج الحاسوبي، وليس جون)، وهو نسخة من برنامج ممتاز وفعال لروبوتات الدردشة يدعى «جابرواكي».
تختبر المسابقة مهارة المحادثة عبر تشغيل نسخة مما يعرف باسم «اختبار تيورنج»؛ حيث يوضع الإنسان في مواجهة الآلة. في هذا الاختبار يجري أحد الأفراد حديثا مع إنسان ومع آلة حول أي موضوع يختاره، ويهدف الاختبار إلى اكتشاف أي من الطرفين اللذين تحدث معهما هو الآلة ومن هو الإنسان. إذا لم يستطع الفرد معرفة الفرق بينهما، تعتبر الآلة ذكية حقا. تطبق مسابقة جائزة لوبنر نسخة محدودة من اختبار تيورنج (حيث المحادثات أقصر كثيرا من تلك التي يتضمنها الاختبار الكامل). عجز جورج بالطبع عن اجتياز هذه النسخة المحدودة من الاختبار، لكن أداءه تفوق على البرامج الأخرى في المسابقة.
ابتكر ألان تيورنج (1912-1954)، عالم الرياضيات العظيم ومؤسس علم الكمبيوتر، اختبار تيورنج عام 1950. اعتقد تيورنج أن الكفاءة التحاورية هي اختبار كاف لتحديد برنامج الذكاء الاصطناعي الناجح. لم يزعم أن كل آلة ذكية لا بد أن تكون قادرة على إجراء محادثة جيدة - فهناك أوجه أخرى كثيرة للتمتع بالذكاء - لكنه زعم أن أي آلة تستطيع أن توهمنا بأننا نتحدث مع إنسان لا بد أن تكون آلة ذكية. إن الذكاء التحاوري نوع يحتاج لتلبية الكثير من المتطلبات؛ إذ يستلزم وجود قاعدة بيانات ضخمة من المعرفة السابقة، وقدرة على بحث هذه البيانات بسرعة الضوء، إلى جانب إتقان ضليع للغة البشر. علاوة على ذلك، هو يتطلب قدرة على متابعة الحديث عندما تتغير الموضوعات فجأة، والاحتفاظ بالمعلومات ذات الصلة (المعلومات ذات الصلة فحسب) طوال المحادثة، وإعداد ردود مناسبة ووثيقة الصلة بالموضوع وغيرها من المتطلبات. لم تستطع أي آلة حتى الآن الاقتراب من اجتياز اختبار تيورنج. إلا أن روبوتات الدردشة تتحسن كل عام.
5
في فيلم سبيلبيرج، اجتياز اختبار تيورنج أمر في غاية السهولة. فحتى دمية الدب الخاصة بديفيد في وسعها اجتياز اختبار تيورنج. لكن ما الذي يقيسه اختبار تيورنج تحديدا؟ هو يقيس مستوى الكفاءة التحاورية؛ أي «السلوك» التحاوري. إنه لا يختبر الفهم التحاوري بالضرورة. لقد تمكن جورج من إجراء نسخة طبق الأصل مما نطلق عليه محادثة (وإن كانت تشبه محادثة مع شخص شبه مخبول)، لكن لا يمكن زعم أنه يفهم ما يتحدث عنه. فجورج يتبع القواعد ليس إلا. هو يبحث عن الكلمات في قاعدة البيانات لكنه لا يعرف ما الذي يشير إليه أي من المدخلات، ويعد ردودا، لكنه لا يعرف معناها. هل كان هذا سيتغير لو أصبح جورج، أو أحد أحفاده من روبوتات الدردشة، بارعا حقا في إعداد إجابات تجتاز اختبار تيورنج؟ من الصعب الإجابة عن سؤال كهذا. لقد ابتكر الفيلسوف الأمريكي جون سيرل تجربة افتراضية شهيرة جدا تهدف إلى حل هذه المسألة، يطلق عليها تجربة الغرفة الصينية (سيرل 1980-1984).
الغرفة الصينية
تخيل أنك استيقظت من نوم ناتج عن تأثير مخدر لتجد نفسك في غرفة. تحتوي الغرفة على خزانة ملفات عملاقة، وسلة مليئة بقوالب على شكل رموز غريبة، وطاولة وأقلام رصاص وورقة، وملف يحمل عنوان «تعليمات السيد». يوجد بالغرفة كذلك فتحتان لإدخال الأشياء وإخراجها من الغرفة، مكتوب فوق إحداهما «مدخلات» وفوق الأخرى «مخرجات». تنزلق قوالب عبر فتحة المدخلات الواحدة تلو الأخرى، وهي في الظاهر أشبه برموز. في الوقع تشبه إلى حد ما الرموز الموجودة في السلة، وتبدو مثل شخبطات عشوائية (على حد وصف سيرل). بل هي فعليا تشبه إلى حد كبير حروف اللغة الصينية، وهي لغة سنفترض أنك لا تستطيع قراءتها. ما المطلوب منك فعله بهذه الرموز؟ ستلجأ، بعدما تصيح طلبا للمساعدة دون جدوى، إلى الحل البديهي؛ ألا وهو مراجعة ملف «تعليمات السيد». ستخبرك التعليمات بما عليك البدء بفعله، وهي لحسن الحظ مكتوبة بالإنجليزية. وعليه يتضح أن مهمتك هي تسجيل ترتيب وصول الرموز إلى الغرفة، ثم البحث عنها بنفس الترتيب في فهرست خزانة الملفات. يعقب ذلك مجموعات إضافية من التعليمات، وهي تعليمات معقدة تعقيدا رهيبا، لكنها مصاغة بلغة إنجليزية جيدة ومحددة للغاية، وتوضح لك ما عليك فعله بالضبط، وترتيب فعله. يخبرك البند الأخير من التعليمات بأن تختار رمزا محددا من السلة الموجودة بالغرفة، ثم تدفعه عبر فتحة المخرجات. وهكذا تتبع التعليمات يوما بعد يوم، بل وتصبح بارعا في اتباعها.
Bilinmeyen sayfa