Sinema ve Felsefe: Biri Diğerine Ne Sunar?
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Türler
اختبار دريتسكي للمعرفة
هل كنت سأومن بهذا الافتراض لو كان خاطئا؟
الخصم الأهم لرؤية دريتسكي للمعرفة (وللكثير من تنويعاتها) هو نموذج «الاعتقاد الصحيح المبرر» للمعرفة. حسب نموذج الاعتقاد الصحيح المبرر، لا يعتبر الاعتقاد الصحيح معرفة إلا إذا كان لدينا مبرر لاعتناقه. يبدو نموذج الاعتقاد الصحيح المبرر معقولا للغاية، وقد شاع في الفلسفة لوقت طويل. لكن ثمة شائبة تشوبه. تأمل الحالة التالية: هب أنك نظرت إلى الساعة على حائط غرفة نومك، ووجدتها تشير إلى العاشرة. وهب علاوة على ذلك أن الساعة بالفعل العاشرة، وأنك تعتقد اعتقادا مبررا تماما بأن الساعة تعمل كما ينبغي (لقد عملت بكفاءة منذ أن امتلكتها، ولم يمض على تغييري بطاريتها سوى أسبوعين)؛ ومن ثم تصبح رؤية الساعة مبررا للاعتقاد بأن الساعة العاشرة. وإذا كانت الساعة العاشرة بالفعل، يصبح لديك اعتقاد صحيح مبرر بأن الساعة العاشرة. لكن هل تعرف أن الساعة العاشرة؟ فلتفترض أن الساعة قد توقفت دون علمك منذ ثلاثة أيام عند الساعة العاشرة بالضبط. في هذه الحالة، يمكننا القول إنه بالرغم من أن لديك اعتقادا مبررا بأن الساعة هي العاشرة، وأنها بالفعل كذلك، فإنك لا تعرف أنها العاشرة. لم يظهر لديك هذا الاعتقاد الصحيح المبرر سوى مصادفة. وذلك ينفي، على ما يبدو، زعم المعرفة. (الأمثلة المناقضة من هذا النوع تعرف باسم «أمثلة جيتيه المناقضة» لأنها برزت إلى حيز الاهتمام للمرة الأولى في بحث شهير كتبه إدموند جيتيه (1963).) لدى دريتسكي إجابة جاهزة على أمثلة جيتيه المناقضة. أنت لا تعرف أن الساعة العاشرة لأنه اتضح أنك لم تكتسب اعتقادك بأن الساعة العاشرة عبر سبل موثوق بها. إذا لم تكن الساعة العاشرة، هل ستظل تعتقد في هذه الحالة بأنها كذلك؟ نعم ستظل تعتقد بذلك؛ فالساعة ستظل تشير إلى العاشرة. لكنها ستكون خاطئة هذه المرة؛ ومن ثم لا تجتاز هذه الحالة اختبار دريتسكي للمعرفة. في هذا المثال، أنت لا تعرف كم الساعة الآن رغم كل شيء. تبدو هذه هي الإجابة الصحيحة بداهة.
فلنتأمل اختبار دريتسكي عن كثب. هل تعرف ميلينا أنها على كوكب المريخ؟ هي تؤمن حقا أنها كذلك، لكن هل هي قادرة على اجتياز الاختبار؟ يبدو الاختبار سهلا حقا. اعتقاد ميلينا بأنها على كوكب المريخ اعتقاد صحيح. لكن في حال كونه اعتقادا خاطئا، هل كانت ستستمر في الإيمان به؟ كيف نحكم على سؤال كهذا؟ إنه يطلب منا الحكم على صحة نوع خاص من الادعاء يعرف باسم «شرط مناقض للواقع». يطرح هذا الشرط سيناريو افتراضيا خالصا (سيناريو نعتقد أنه خاطئ، أو بعبارة أخرى مناقض للحقائق) ثم يقدم زعما حول ما كان سيحدث في هذا السيناريو الافتراضي. تأمل مثالا آخر على الشرط المناقض للواقع: «لو أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي، فإنها كانت ستنتصر رغم ذلك في الحرب العالمية الثانية.» هل هذا الزعم صحيح أم لا؟ كيف يفترض بنا تفسير ذلك؟ إن الشرط المناقض للواقع يقدم زعما حول ما كان سيحدث في حالة عدم حدوث القصف، «مع بقاء العوامل الأخرى كافة في الحرب على حالها». من العبث الرد على هذا الشرط عبر تخيل احتمالات عجيبة (كأن نتخيل أن الولايات المتحدة تعفو عن هيروشيما، ثم في اليوم التالي تهبط كائنات فضائية من كوكب المشتري على المدينة، وتمنح الجيش الياباني سلاحا خارقا يمكنهم من الانتصار في الحرب، وتأسيس أسرة حاكمة تدوم لألف عام). الاحتمالات العجيبة غير ذات أهمية. يطرح الشرط المناقض للواقع زعما حول ما كان سيحدث إذا تغير عامل واحد فقط (عدم حدوث القصف قط) مع بقاء العوامل الأخرى كافة كما هي باستثناء تلك العوامل التي نتجت عن هذا العامل المتغير. سيطلق الفلاسفة على هذا الموقف المحتمل العالم الأقرب احتمالا الذي لم يقع فيه قصف هيروشيما وناجازاكي . إنه عالم محتمل حيث ظل مسار الحرب وصولا إلى نقطة الهجوم على هيروشيما وناجازاكي كما هو. ومن ثم ظلت جميع العوامل التي أدت إلى هزيمة اليابان محتفظة بتأثيرها. كان الجيش الياباني في موقف محفوف بالمخاطر قبل القصف مباشرة، ودون توفر سبيل محتمل للانتصار لديه؛ ومن ثم كانت اليابان ستلقى، في الوقت المناسب، الهزيمة. بعبارة أخرى، كانت اليابان ستلقى هزيمة في العالم الأقرب احتمالا حيث لم تقع الهجمات على هيروشيما وناجازاكي. إذا كان هذا صحيحا، فإن الشرط الذي طرحناه صحيحا كذلك. وإذا لم يكن هذا صحيحا، فإن الشرط يصبح خاطئا.
فلننظر كيف نطبق هذا على حالة ميلينا. تعتقد ميلينا اعتقادا صحيحا، كما يتضح في النهاية، أنها على كوكب المريخ. هل كانت ستظل تعتقد أنها على المريخ حتى لو لم تكن هناك؟ ما هو العالم الأقرب احتمالا لوجودها فيه إذا لم تكن توجد ميلينا على كوكب المريخ؟ هل هو العالم الذي تكون فيه على كوكب الأرض، الذي سافرت إليه عبر مكوك فضائي؟ هل هو العالم الذي اختطفتها فيه عصابة كوهاجين، وقيدتها إلى جهاز زرع الذكريات، وغرست في ذهنها عنوة وهما يجعلها تظن أنها على كوكب المريخ؟ أي من تلك العوالم تعتقد أنه العالم الأقرب احتمالا؟ بعبارة أخرى؛ أي سيناريو ينحرف بأقل قدر ممكن عن العالم الواقعي؟ (تذكر، هذا العالم الواقعي هو العالم الذي تعيش فيه ميلينا بالفعل على كوكب المريخ، ويسجل الفيلم الأحداث وقت حدوثها تقريبا.) من الواضح (أليس كذلك) أن سيناريو المكوك الفضائي الممل ينحرف عن العالم الواقعي إلى حد يقل كثيرا من المنظور الدرامي عن السيناريو التشككي. في هذه الحالة، في وسع ميلينا أن تكتشف بسهولة أنها على كوكب الأرض، وليست على كوكب المريخ (ليس من الصعب اكتشاف الفرق بين الكوكبين). وهكذا أصبح لدينا إجابة عن سؤال الاختبار. لن تعتقد ميلينا أنها على كوكب المريخ لو لم تكن هناك. ومن ثم تجتاز اختبار دريتسكي، هي تعرف أنها على كوكب المريخ.
حتى الآن تبدو الأمور جيدة. لكن ماذا عن مبدأ الإغلاق ؟ كيف يؤدي بنا منظور دريتسكي للمعرفة إلى رفض مبدأ الإغلاق؛ ومن ثم رفض حجة المتشككين؟ ميلينا تعرف أنها على كوكب المريخ. لكن هل تعرف أنها لم تتعرض للخداع على يد كوهاجين وشركائه كي تظن أنها على المريخ بينما هي ليست هناك؟ ذلك سؤال مختلف. ربما تعتقد أنها لم تتعرض للخداع، وربما تكون على حق في ذلك. لكن هل «تعرف» أنها لم تتعرض للخداع؟ دعونا نطبق اختبار دريتسكي مرة ثانية؛ هذه المرة على اعتقاد ميلينا بأنها «لم تتعرض للخداع على يد كوهاجين وشركائه.» يعجز هذا الافتراض عن اجتياز اختبار دريتسكي. فإذا كانت ميلينا قد تعرضت للخداع في إطار مؤامرة دفعتها إلى الاعتقاد بأنها على المريخ، فإنها ستظل تعتقد أنها على المريخ (فذلك هو هدف المؤامرة في النهاية). بالطبع إذا فكرت ميلينا في هذه الفرضية التشككية فإنها ستنبذها على الأرجح باعتبارها فرضية زائفة. رغم ذلك فإن نبذها للفرضية، رغم كونه صحيحا، ليس قويا ولا موثوقا به بما يكفي لاعتباره معرفة. النتيجة النهائية لهذا كله هي أن مبدأ الإغلاق سيخفق في تفسير حالة ميلينا. هي تعرف أنها على كوكب المريخ، وتعرف أنها إذا كانت على المريخ، فهي إذن لم تقع فريسة لمؤامرة كوهاجين الرامية لخداعها كي تظن أنها على كوكب المريخ في حين أنها ليست هناك. لكن رغم ذلك، هي لا تعرف أنها ليست ضحية لهذه المؤامرة، وحقيقة أنها لا تستطيع استبعاد الفرضية التشككية على نحو موثوق به لا تعني أنها لا تستطيع الاعتقاد على نحو موثوق به بمجموعة كاملة من الأشياء الحقيقية، من بينها أنها على كوكب المريخ مع كويد، وأنهما قد أنقذا الكوكب لتوهما. حسب تعبير دريتسكي، البديل الذي يرغب المتشكك في أن ننظر إليه بجدية هو بديل غير ذي صلة فيما يتعلق بتقييم ما إذا كانت معتقدات ميلينا اليومية تعتبر معرفة أم لا.
تتبع الحقيقة وتعقب المبررات
مع ذلك توجد مشكلة. (بالطبع توجد مشكلة؛ فلا يمكن أن توجد فلسفة دون مشكلة.) يحقق تحليل دريتسكي على ما يبدو نجاحا مبهرا في حالة ميلينا، لكنه يتمخض على ما يبدو عن نتيجة سلبية في حالة كويد. لقد ذكرنا منذ لحظات أن كويد عالق في مأزق تشككي. حسب رؤية دريتسكي، ذلك غير صحيح. باستثناء التذبذب الذي يبديه في نهاية الفيلم - والمشهد القصير حيث أوشك الدكتور إدجمار على هزيمته - هو يعتقد أنه على كوكب المريخ. وهو على حق كما سيتضح لاحقا. هل كان سيستمر في اعتقاده هذا لو لم يكن صحيحا؟ لاحظ أن السؤال هنا ليس: «هل كان سيظل يعتقد ذلك لو كان على كوكب الأرض يعاني انسدادا دمويا فصاميا؟» ذلك سؤال لا يمت للموضوع بصلة؛ نحن نسأل عما إذا كان إيمانه ب «ظروفه الفعلية» يتبع مسار الحقيقة على نحو موثوق. حسب الفيلم، فإن الظروف الفعلية التي تحيط بكويد تؤكد أنه على كوكب المريخ، يكافح في سبيل إنقاذه. والإجابة عن هذا السؤال الأخير - هل كان كويد سيظل معتقدا أنه على كوكب المريخ إذا كان قد رجع إلى الأرض يباشر حياته الطبيعية؟ - هي لا. إذا كان كويد قد رجع إلى كوكب الأرض فلن يواجه أي صعوبة في اكتشاف الفارق بين الكوكبين؛ وهو ليس بفارق تصعب ملاحظته في النهاية. إذن، حسب نظرية دريتسكي، يعرف كويد تماما أنه على كوكب المريخ، وأن شكوكه في غير موضعها. لكن بالطبع، لا يمكن نعت شكوكه بالتفاهة. لقد أعد فيلم «استعادة كاملة» إعدادا بارعا كي يعرض كيف يتتبع المرء الحقيقة على نحو موثوق، ورغم ذلك تكتنفه شكوك مشروعة تماما. يبدو أنه «يجب» على كويد التشكك في أنه على كوكب المريخ بالنظر إلى التجارب التي خاضها على مدار البضعة الأيام الماضية، لا مثلما يتشكك المتشككون على نحو غامض في كل شيء تقريبا، بل يتشكك تشككا جديا. (بالتأكيد ذلك ما يفعله تحديدا في أجزاء عدة من الفيلم؛ وربما لو كان أكثر ذكاء بعض الشيء لزاد معدل تشككه.) يبدو من الغريب القول بأن شخصا ما يعرف شيئا لكن ينبغي له التشكك جديا في كونه حقيقيا أو لا. «أنا أعرف «أ»، لكن ينبغي لي التشكك جديا في كونه حقيقيا.» يبدو الأمر متناقضا نسبيا.
إذن أين يكمن الخطأ؟ نقترح التفسير التالي: يحقق اختبار دريتسكي نجاحا كبيرا في أوقات كثيرة، رغم ذلك هو حل ذو إطار واحد لا يمكن تعديله ليناسب شتى المواقف. ولا يقيس على نحو واف الطريقة التي لا يتتبع بها الأشخاص الحقيقة فحسب (مثلما تتتبع أزهار عباد الشمس قرص الشمس) وإنما طريقة تتبعهم للمبررات كذلك. قد يتتبع شخصان الحقائق تتبعا موثوقا بالدرجة نفسها، ورغم ذلك يختلفان تماما فيما تدفعهما مبرراتهما إلى الاعتقاد به. ربما يجد أحدهما مبررا للشك في حقيقة التجربة التي مرا بها (كما في حالة كويد)، في حين لا يجد الشخص الآخر مبررا لذلك (كما في حالة ميلينا). ينبغي أن تتبع عملية نسب المعرفة المبررات التي تدفع الناس إلى التشكك في معتقداتهم أو عدم التشكك فيها. ولا ينبغي لها الاكتفاء بتتبع الوضع الخارجي لأدائهم بوصفهم فاعلين بشريين يسعون لاكتساب المعرفة.
نحن لا نرغب في استبعاد اختبار دريتسكي بعيوبه ومحاسنه على حد سواء. هل ثمة طريقة لتعديله بحيث يسفر عن نتائج صحيحة في الحالات المشابهة لحالة ميلينا وتلك المشابهة لحالة كويد أيضا؟ نقترح المحاولة التالية التي تتضمن سؤالين لا بد من الإجابة عنهما بالنفي كي ينظر إلى أي اعتقاد حقيقي باعتباره معرفة:
Bilinmeyen sayfa