Sinema ve Felsefe: Biri Diğerine Ne Sunar?

Nivin Cabd Rauf d. 1450 AH
128

Sinema ve Felsefe: Biri Diğerine Ne Sunar?

السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى

Türler

منظر الفضيلة الأعظم تأثيرا في تاريخ الفلسفة هو أرسطو (384-322 قبل الميلاد)، الذي يرى أن الفضائل هي حالات تستحق تقديرا استثنائيا من حالات الشخصية. إنها نوعيات من حالات الشخصية تضفي علينا نبلا، وتشكل أساس حياة صالحة تستحق العناء. تنطوي الفضائل على ميل نحو التصرف بطرق معينة مناسبة، لكنها لا تقتصر على ذلك؛ فهي تتضمن أيضا ميلا نحو الشعور بالمشاعر المناسبة وإدراك المواقف إدراكا مستبصرا ومراعاة الحكمة عند التفكر جليا في الأمور. الفضائل ليست مجرد عادات سلوكية أو مهارات، بل هي طرق معقدة للاستجابة لمواقف تتعرض لجوانب متعددة من شخصيتنا ومن مزاجنا العاطفي ومن ذكائنا. يقسم أرسطو الفضائل إلى فئتين: فضائل الشخصية (في بعض الأحيان يطلق عليها «فضائل أخلاقية») وفضائل العقل (في بعض الأحيان يطلق عليها «فضائل عقلية»). أهم ما تتضمنه فضائل الشخصية هو التحكم في مشاعرنا، في حين تتضمن فضائل العقل مزايا العقل. التفوق في العلوم على سبيل المثال يتطلب التمتع بفضائل عقلية، أما عيش حياة جيدة فيتطلب فضائل أخلاقية. في هذا الفصل، نهتم على وجه التحديد بالفضائل الأخلاقية (رغم أن الفضائل الأخلاقية تتضمن، كما سنعرض لاحقا، فضيلة عقلية معينة، يطلق عليها أرسطو «فرونيسيس» وغالبا ما تترجم إلى الحكمة العملية).

يرى أرسطو أن الفضائل الأخلاقية تشتمل على سمات مثل الشجاعة وضبط النفس (أي مراعاة الاتزان عند الاستجابة للألم واللذة) والكرم واعتدال المزاج والشهامة والعدل. وقد عرض أرسطو رؤيته الأساسية لتلك الفضائل في إطار ما أطلق عليه مبدأ خير الأمور أوسطها. حسب هذا المبدأ، تقع الفضيلة في المنتصف بين الزيادة والنقصان. يصوغ أرسطو رؤيته كالتالي:

أولا: دعونا إذن نتأمل حقيقة أن هذه الأشكال تتعرض للفساد بتأثير الزيادة أو النقصان، كما نرى في حالات القوة والصحة (لا بد لنا من استخدام أمثلة واضحة كي نوضح ما يكتنفه الغموض)؛ على سبيل المثال الإفراط في التدريبات الرياضية أو إهمالها يدمر قوة المرء البدنية، وبالمثل الإفراط في تناول الطعام والشراب أو نقصه يدمر صحة المرء، في حين يؤدي تناول القدر المناسب إلى التمتع بالصحة وتحسينها والحفاظ عليها. ينطبق الأمر ذاته على ضبط النفس والشجاعة وغيرها من الفضائل؛ فالشخص الذي يهاب جميع الأشياء ويتجنبها ولا يثبت أبدا على موقفه، يصبح جبانا. أما الشخص الذي لا يخشى شيئا ويواجه الأخطار كافة، يصبح متهورا. وعلى المنوال نفسه من يستمتع بكل لذة ولا يكبح جماح نفسه أبدا، يصبح شخصا مسرفا، أما من يتجنب جميع الملذات، مثلما يفعل الرجال الأفظاظ، يصبح متبلد الحس. إذن الشجاعة وضبط النفس يدمرهما الإفراط والنقصان ويحفظهما الاعتدال.

4

من الهم ملاحظة أن مبدأ أرسطو لا يوصي بالاعتدال في الأشياء كافة. فربما تتطلب الفضيلة إحساسا عظيما مثل الغضب أو الكرم؛ فالاعتدال ليس مقياسا حسابيا، لكنه يتنوع من ظرف لآخر. يصف أرسطو العلاقة بين الفضائل والمشاعر قائلا:

أتحدث ها هنا عن فضائل الشخصية، بما إنها تختص بالمشاعر والأفعال، وهي المجال الذي نشهد فيه الزيادة والنقصان والاعتدال. على سبيل المثال قد نشعر بالخوف والثقة وشهوة الطعام والغضب والشفقة واللذة والألم عموما على نحو زائد أو ناقص، وكلا الوضعين وضع معتل. لكن الإحساس بتلك المشاعر في الوقت المناسب، تجاه الأشياء المناسبة والأشخاص المناسبين ومن أجل غرض مناسب وبطريقة مناسبة، هو السبيل المعتدل والأمثل، وهكذا تمارس الفضيلة.

5

اعتقد أرسطو أيضا أن التمتع حقا بفضيلة ما يتطلب من الفرد أن يستمتع وهو يمارس الأفعال الفاضلة. وذلك شرط مهم لدى أرسطو لأنه يعتقد أن التمتع بالفضائل يمكننا من عيش حياة صالحة، وهي من وجهة نظره حياة ناجحة وممتعة ومحط تقدير. يطلق أرسطو على نوعية الحياة هذه «يوديمونيا» (أي الازدهار أو الهناء)، ويرى أنها أعظم صور الخير للناس كافة؛ فهي الهدف النهائي الذي ترمي إليه جميع جهودنا الحسية أو العقلية. فما الذي نريده من الحياة في نهاية المطاف؟ نحن نريد حياة هانئة كما نطمح في بلوغ مراتب التفوق في فن الحياة وشئونها، في أن نصير سعداء وناجحين، في أن نبلغ حالة ال «يوديمونيا»، هكذا يجيب أرسطو.

6

يتصرف المرء حقا بدافع الفضيلة عندما تصدر تصرفاته عن طيب خاطر، وعندما يستمد متعة منها؛ ومن ثم لا يجسد المرء فضيلة الشجاعة تجسيدا حقيقيا إذا تصرف بشجاعة مكرها. ولا يجسد المرء فضيلة الكرم إذا كان يهب أمواله ممتعضا.

Bilinmeyen sayfa