وأبدانهم قدأسكنت حركاتها
تراهم صموتا خاشعين لربهم
صفوا فدنوا ثم استقرت قلوبهم
فهم حجج المولى على الخلق كلهم
كساهم إله العرش من نسج وده
يضيء ظلام الليل حسن وجوههم
وجدت بخط يده المباركة ما نسخته: حسبي ربي وكفى، قال شقيق بن إبراهيم البلخي رحمه الله تعالى(2) حصن العمل ثلاثة أشياء:
الأول: أن يرى العبد أن القوة على العمل من لطف الله وتوفيقه ليكسر به العجب.
الثاني: أن يبتدي عمله بالإخلاص ليكسر به هوى النفس والشيطان.
الثالث: أن يبتغي ثواب العمل من الله ليكسر به الطمع من الناس، ولا يحكم ذلك إلا بشيئين:
أحدهما: أن يعرف قطعا أن أهل السماوات والأرض لو أرادوا أن يزيدوا في رزقه حبة خردل أو ينقصوا أويقدموه قبل وقته أو يؤخروه لم يقدروا على ذلك أبدا.
الثاني: لو اجتمعوا على أن ينزلوا به مكروها لم يرده الله لم يقدروا على ذلك، أو يدفعوا عنه مكروها أراده الله تعالى به لم يقدروا.
وقال بعض أهل الكمال: ينبغي للمؤمن أن يأخذ الأدب في إخلاص أعماله وصلواته كالراعي للغنم يصلي عندها لا يطلب من غنمه حمدا ولا ذما ولا منفعة، ولا يخشى مضرة.
Sayfa 134