Araplar ile Farslar Arasındaki Bağlar ve Câhiliye ile İslam Dönemlerindeki Edebiyatları
الصلات بين العرب والفرس وآدابهما في الجاهلية والإسلام
Türler
ويروي شمس الدين الرازي أن أول من قال الشعر الفارسي أبو حفص السندي من سغد سمرقند وكان حاذقا في الموسيقى ، وقد ذكره أبو نصر الفارابي وصور آلاته الموسيقية، عاش حتى سنة 300ه وينسب إليه هذا البيت:
آهوى كوهي دردشت حكون داوا؟
جوندار ديار بي يار حكونة رودا؟
كيف يعدو هذا الظبي الجبلي في الصحراء؟ إنه لا حبيب له فكيف يسير بغير حبيب.
ورواية عباس المروي المتقدم يرتاب فيها المؤرخ الناقد؛ لأن غريبا أن يبدأ الشعر الفارسي بهذا الأسلوب المتين ثم يصمت الشعراء أكثر من مائة سنة لا يؤثر عنهم شيء، وأما رواية السندي فراجعة إلى العصر الذي بدأ فيه الشعر الفارسي وسجل لنا التاريخ بعض شعرائه.
ومهما يكن من شيء فاتفاق مؤرخي الآداب على أن أول شاعر فارسي عظيم هو أبو جعفر الرودكي شاعر نصر بن أحمد الساماني الذي يسميه معروف البلخي (سلطان شاعران) ويقول فيه البلعمي: إنه لا نظير له بين العرب والعجم ويعترف الدقيقي والعنصري بتقدمه.
يروى أن الرودكي نظم شعرا كثيرا جدا يقدره بعضهم بألف ألف بيت، وأنه نظم كليلة ودمنة، ولكن ليس عندنا من شعر الرودكي كله إلا قطع فيها نحو 242 رباعية.
ومن الحكايات المأثورة المشهورة عن هذا الشاعر ما ذكره نظامي العروي أن الأمير نصر بن أحمد خرج بجيشه إلى هراة فأعجب بهوائها وثمارها، وبقي يتردد في أرجائها أربع سنين حتى ضاق العسكر ذرعا ولم يستطيعوا صبرا عن أوطانهم وأولادهم، فذهبوا إلى الرودكي وجعلوا له خمسة آلاف دينار على أن ينظم شعرا يشوق الأمير إلى بخارا، فنظم قصيدة وجاء الأمير وهو يصطبح، فغناها على المزهر فما أتم الأبيات حتى نهض الأمير مسرعا إلى فرسه لا يصبر حتى يلبس حذاءه وتوجه إلى بخارا، لا يلوي على شيء، فلم يدركه الناس إلا بعد فرسخين، وهناك قدم له الحذاء فلبسه، وأول هذه الأبيات:
بوي جوي موليان آيد همي
بوي يار مهربان أيد همي
Bilinmeyen sayfa